أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاء صبيحة يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر صفر الأحزان 1437 هجرية إحياءً لذكرى استشهاد خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين وسيد المخلوقات أجمعين الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله.

المجلس استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الشيخ ناصر الحائري مستمداً بحثه من قوله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً*وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) سورة الأحزاب: الآيتين 45 و46، فبحث أمور عدة منها: إن النبي صلى الله عليه واله حمل البشارة للناس كافة قبل إنذارهم، وفي هذا درس عظيم لنا، كذلك فإن الآية المباركة بيَّنت أن رسول الله صلى الله عليه واله هو الداعي إلى الله تعالى فكل حركة أو سكون تصدر منه هي في واقعه دعوة إلى الله تعالى علينا الإقتداء بها، وان رسول الله صلى الله عليه واله السراج المنير بمعنى انه بأمر الله هادي الناس إلى الحق وانه فاعل الهداية وفق كلمة «منيرا» لا انه سراج غير منير فلا يفعل الهداية.

ومن ثم استعرض ظروف نزول الآية الكريمة وما اتخذه الرسول صلى الله عليه واله من أعمال حيث بعث الى علياً أمير المؤمنين عليه السلام ومعاذ وأمرهم الذهاب إلى اليمن وأمرهم أن يبشرا ولا ينفرا وييسرا ولا يعسّرا، وهذا الأمر بمثابة شعار عظيم على المسلمين إتباعه لا ان يتخذوا العكس كما عليه بعض الفرق من التعسير على الناس وزرع الكراهية والبغضاء والرعب غير الممدوح في أواسط المجتمعات.

بعد ذلك تطرق إلى صفات الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وأخلاقه العظيمة وما ذكرته المصادر الموثوقة من تواضعه وحسن أخلاقة وطيب معاشرته، واستمر على ذلك من اليوم الأول للبعثة وحتى شهادته الفاجعة عن عمر ثلاث وستين عاماً.

 

اضف تعليق