العراق

أريد موظفة

بغداد- سوزان الشمري

 "أريدها موظفة" هكذا بدت زوجة المستقبل لكل شاب عراقي مقبل على الزواج أو حتى ممن يفكر بزوجة ثانية، فمن كانت موظفة سوف تضمن لك توفير نصف تكاليف الحياة .

التفكير بالارتباط بالمرأة للزواج لم يعد قاصر على أن تكون المرأة المناسبة موظفة فقط، بل يتجاوز لنوع الوظيفية ومقدار الراتب الذي تتقاضاه.

 اذ أن قله فرص العمل للشباب،وارتفاع تكاليف الزواج،وصعبة الحياة المعيشة أدت إلى تغير الفكرة النمطية للزوجة المراد الارتباط بها من صفة (ربة بيت) إلى زوجة موظفة.

أكاديميون يرون أن التوجه الجديد في حكم الارتباط بالموظفة يأتي نتيجة تداخل الحضر والثقافات المجتمعية بعد الهجرة والنزوح داخل وخارج العراق.

احمد البياتي، طالب جامعي، في سنته الدراسية الأخيرة عندما طرحنا علية موضوع التقرير فيما يفكر بالارتباط بزوجة موظفة أم ربة بيت كان جوابه حاسم وقطعي "موظفة"،طبعاً !!!

البياتي عزا تفكيره ذلك، لصعوبة الحياة وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وقلة فرص العمل، لافتا إلى أن "الحياة بحاجة إلي شريك ليس للزواج فقط وإنما في أدارة دفة البيت،وتكاليفه، فمسؤولية الزواج وتكوين اسرة وبيت لا يتحملها الرجل فقط،وإنما شراكة حقيقة بين الزواج والزوجة فاليد الواحد بحسب احمد لا تصفق".

شاب أخر اعتبر أن "تكون الزوجة موظفة في الوقت الحالي عنصر يضمن استقرار الزواج أكثر ويذكر مخلد كريم أن "أخاه الأكبر متزوج من ربة بيت،لا يستطيع تلبية متطلبات أسرته بشكل متوازن، الأمر الذي أوقعه في مشاكل مع زوجته بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة".

ويضيف، أن أخيه الأصغر متزوج من موظفة، وهو يعيش حياة مستقرة فالضغوطات المالية تولد مشاكل تربك الاستقرار الأسري، وما ارتفاع نسب الطلاق في الآونة الأخيرة ألا بسبب ضغوط تكاليف الحياة على الرجل وعدم تحمل الزوجة لتك الظروف".

في المقابل يعتبر البعض من الشباب ان شرط التوظيف لزوجة المستقبل إتكالية وحجة مخجلة للهروب من المسؤولية، فالزواج شركة في تكوين أسرة لا "معاملة مالية".

انس عبد الواحد طالب في مرحلة الدكتوراه الإعلامية يفضل الزواج بربة بيت ويقول: تأخرت في موضوع الارتباط حتى أجد فرصة عمل تضمن لي عيشة كريمة، لكنه يرفض الزواج بموظفة والسبب بحسب انس يعود لرغبته بعدم انشغال الوالدين عن تربية الأبناء في العمل".

طالب الدكتوراه يرى أن "مسؤولية أعالة المرآة تقع على عاتق الرجل بحسب قولة تعالى (الرجال قوامون على النساء )، رغم انه لا يعارض الزواج بالموظفة لكنة يعتبر التفكير والاشتراط للزواج بالمرأة الموظفة صفقة تجارية".

لكن انس وجد معارضا لتفكيره وهو زميلة عدنان الخالدي الذي اعتبر أن "الارتباط بالمراه الموظفة يكسب الرجل عدة مميزات أهمها الشراكة المادية في تامين الحياة الكريمة".

فيما ركز ساخرا بالقول: "الزوجة الموظفة سوف لن تركز على الرجل في خروجه أو دخوله كونها ستكون مجهدة في البيت والعمل ولا تملك الوقت لمحاسبة الرجل أو مطالبتها إياه بالمكوث بالبيت معها".

لينا حسن مهندسة وموظفة في وزارة النفط لا تزال ترفض كل من يتقدم لخطبتها فالخوف يمتلكها من زواج المصلحة: تقول لينا لـوكالة النبأ للأخبار، غالبية من تقدموا لخطبتها سال عن مقدار مرتبها الشخصي دون الاكتراث لذاتها الأمر الذي ادخلها في رهبة حقيقة من فكرة الارتباط بدوافع مادية".

أستاذ علم الاجتماع احمد الذهبي اعتبر أن "متغيرات العصر فرضت محددات جديدة في الحياة،وما تغير فيها بشكل ملحوظ هو زيادة إقبال الشباب على طلب الزواج بالموظفة والأسباب بحسب الذهبي متعددة منها: الشراكة في توفير الحياة الكريمة للأسرة، وسبب آخر شخصي يعود لظن الرجل أن انشغال المرأة بوظيفتها يخفف المشاكل بينهما".

الذهبي أضاف ، أن الزواج من موظفة زاد في السنوات الأخيرة بسبب عمليات النزوح وفقدان الكثير من الرجال لأعمالهم وزيادة الضغوطات المادية، لافتا إلى ان "فكرة الزواج من موظفة فكرة راجت كثيرا لدى الشباب بفعل التدخلات الاجتماعية والثقافية والتي جاءت بسبب الاختلاط مع المجتمعات الحضرية في الأردن وسوريا إثناء فترة التهجير الأمر الذي سهل من فكرة تقبل هذا النهج في المجتمع العراقي".

وأشار الذهبي إلى أن "أساس الاتجاه للزواج من موظفة هو الحاجة إلى وجود أمرأة متعلمة قادرة على إدارة الأسرة، وهناك من يتزوج بموظفة ويكون شرطة الأساسي أن تترك الوظيفة، وهناك من يرفض الزواج بموظفة بصرف النظر عن المورد المالي فقط لان شخصيتها أقوى وأكثر حدة من المرأة (ربة البيت)".

لكن الأساس الذي يؤكده الذهبي خلال السنوات الأخيرة أن "الارتباط بالموظفة له جوانبه الاقتصادية لحاجة الرجل لعنصر مساند له داخل البيت".

وتابع: أن "مشكلة الكثير من الشباب اليوم انه غير قادر على تحمل تكاليف الزواج فيلجا إلى اختيار زوجه موظفة حتى تساعده، ومن هنا يأتي الرفض من قبل الفتاة لأنها تريد أن يختارها العريس لذاتها وليس لمرتبها،والكثير من الشباب واجه برفض طلب الزواج من موظفات لذلك السبب".

وطالب الذهبي الأسر وأولياء الأمور وحتى الشابات المقبلات على الزواج أن يخففن من سقف مطالبهن، وان يتحملن الحياة برفقة زوج يعتبر سند لها بعد الله في الأرض وان يعلمن أزوجهن بطيب الخاطر والمعاملة الحسنة وان لا ترهقه ماديا لتسير سفيه الحياة دون الحاجة للتفكير بكينونة المرأة سواء كانت (موظفة أو ربة بيت)". انتهى/خ.

اضف تعليق