إخلاص داود

شهد العراق خلال السنوات الأخيرة نشاطا مستمرا في الهزات الأرضية في محافظات العراق، وهي ظاهرة لم يألفها العراقيون من قبل على الرغم إن العراق لا يخلوا من الهزات الأرضية سابقا ولكن استمرار الهزات الارضية وباوقات متقاربة وإن كانت اغلبها خفيفة إلاّ إنها شكلت مخاوفا عند المواطنين.

وآخرها الهزة التي ضربت قضاء الكوت بمحافظة واسط يوم 13/12 حيث بلغت قوتها 3.8 على مقياس ريختر.

وقد عزا خبراء أسباب وقوعها بالرغم من إن العراق لا يقع ضمن الخط الزلزالي إلى الأخطاء التي ترافق عمليات استخراج النفط، واختلال التوازن واستثمار الموارد الطبيعية بشكلٍ مفرط.

ودعا الخبير الجيولوجي والباحث في مجال الرصد الزلزالي، كنعان أشتي، الجهات المتخصصة في الحكومة الإتحادية إلى الابتعاد قدر الإمكان عن طريقة التكسير الهيدروليكي المستخدم في حفر الآبار النفطية لكونه يولد ضغطٍ عالٍ، يؤدي الى تكسير صخور قشرة الأرض ومن ثم يسبب هزات ارضية كبيرة في المنطقة.

ويقول الخبير الجيولوجي العراقي، محمد الأحمد، إن سبب الزلازل الحالي هو ارتداد لزلازل مماثلة في إيران أدت الى تصدع وارتباك داخل القشرة الأرضية بالعراق،مبينا أن تكرار ذلك سيجعل العراق من دول الزلازل، بعد أن كان دولة مجاورة لكل من تركيا وإيران المصنفتين ضمن خط الزلازل الذي يتحرك ويتسع.

فيما يرى المتحدث الرسمي بأسم هيئة الانواء الجوية والرصد الزلزالي، وديع طالب، ان "العراق يقع على حدود الصفيحة التكوينية العربية، وهذه الصفيحة تتحرك باتجاه الشمال الشرقي، واصطدامها بالصفيحة الإيرانية والتركية تجعل المناطق الشمالية والشمالية الشرقية الأكثر تعرضاً للهزات".

وأوضح، ان "عوامل التعرية و النشاط البشري هي الأخرى لها أثرٌ كبيرٌ في حدوث الهزات الأرضية و خاصة إستخراج النفط و حفر المناجم و الماء، حيث يجب أن يتم إستخراج النفط حسب قوانين و شروط خاصة كي لا يؤدي الى حصول إنهيارات في الطبقات الأرضية أو تحفيز الفوالق الصخرية و الانكسارات".

وطبقا لما أتفق عليه خبراء في مجال الرصد الزلزالي فان الهزات الأرضية التي تحصل في العراق وإقليم كردستان محصورة في مناطق يستخرج فيها النفط و الماء بشكلٍ مكثف وبعيدة عن حدود التماس بين الصفائح، وهناك إرتباط بين المكونات الصخرية في بعض تلك المناطق، لتكون النتيجة حصول إنكسارات أرضية غير متوقعة في مخازن النفط قد تمتد لمئات الكيلومترات تحت سطح الأرض و حصول إنهيار في أحد المخازن قد ينجم عنه خلخلة و إنكسارات في العديد من المناطق.

والجدير بالذكر، إن الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي تملك حاليا ستة محطات للرصد الزلزالي في بغداد والرطبة والناصرية وقضاء بدرة في واسط والموصل وكركوك مرتبطة مع بعضها عن طريق منظومة "الفيسات" ويتم استلام المعلومات من المحطة الرئيسة في بغداد بصورة مستمرة.

ومن مهام الهيئة تسجيل الهزات الأرضية والنشاط الزلزالي في العراق والمنطقة المجاورة ومراقبة معدلات انخفاض وارتفاع النشاط الزلزالي وإعداد التقارير حولها، بالإضافة إلى إعداد دراسات استشارية للجهات التي تطلبها لدى إقامة المشاريع الضخمة، كما تقدم المديرية المساعدة لطلبة الدراسات والبحوث العلمية في الجامعات العراقية.

تحرير: عامر الشيباني

اضف تعليق