وانتقد ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء المقدسة، عبد المهدي الكربلائي النزاعات العشائرية، فيما أكد أن إجلاء العوائل والنهوة أمر من خارج الإسلام منددا في الوقت نفسه بالعنف السياسي واغتيال الخصوم.

وقال الكربلائي، في خطبة الجمعة، ان "هناك العديد من أنواع العنف ومنها السياسي لتحقيق أهداف سياسية كقتل الخصوم وتهديدهم والطعن في سيرتهم بأساليب شتى".

وأضاف "هناك ظواهر مجتمعية تهدد المجتمع وبعضها مذموم وأخرى ممدوحة” لافتا الى ان “بعض السلوكيات المذمومة قد تكون حالة فردية لا تشكل خطراً على السلم المجتمعي ولكن الخطورة الاجتماعية والاخلاقية التي يهدد استقرار المجتمع هي ان تتحول هذه السلوكايات الى ظاهرة اجتماعية اي يمارسها عدد كبير من افراد المجتمع بحيث تشكل هذه الممارسة خطراً على المنظومة الاجتماعية".

واشار الكربلائي الى، ان "العنف بمختلف أشكاله وبمجالات الحياة قد يكون أحياناً التعامل بخشونة وفضاضة مع الآخرين". منوها الى ان "هناك حالات محددة يكون فيها العنف مقبولاً ولكن ضمن ضوابط شرعية ومحددات معينة لا يمكن للانسان تجاوزها مثل الدفاع عن الدين والوطن والارض والعرض والمقدسات ومحاولة تحصين الحقوق المشروعة وحماية النفس ودفع الأذى".

مشيراً الى أن "العنف الأسري والتعامل الخشن بين أفراد العائلة وذوي القربة، وعنف آخر في الحوار وخاصة في التواصل الاجتماعي الذي يغيب فيه اسلوب الحوار والتخاطب سواء في الخطاب المباشر او الكتابة والمراسلة".

مشدداً على "ضرورة اللجواء للاسلوب الهادئ والحوار البناء واحترام الاخرين ولابد من ملاحظة اسلوب الرفق واللين وان يكون أسلوباً مبنياً على أساس الاحترام والتقدير واقناع الاخرين بوجهة النظر والاعتقاد ونبذ اسلوب الشتم والسب والطعن بالاخرين الذي نجده كثيراً للأسف في التواصل الاجتماعي".

ولفت ممثل المرجعية الى ان "العنف الذي أخذ يهدد الاستقرار المجتمعي والنفسي، ومنه العنف العشائري ونلاحظ أخذ منطق العنف والتقاتل والإعتداء على الاخرين وإصدار الاحكام التي ما انزل الله بها من سلطان مخالفة لأعراف العشائر الاصلية".

وحول بعض التصرفات العشائرية قال الكربلائي، انه "نلاحظ في بعض العشائر أخذ منطق اللجوء الى العنف والتقاتل، وإصدار الاحكام التي تخالف الشرع والقانون"، مبينا أن "من أساليب العنف، الجلوة، حيث تصدر عشيرة باجلاء عائلة من مكان الى منطقة أخرى، وهذا غير موجود بالشرع".

وعد الكربلائي "النهوة، لونا من الوان العنف المخالف للشرع"، مبينا أن "بعض الرجال يمنعون النساء من الزواج، لسنوات طويلة".

وأردف بالقول "وفي بعض مناطق الوسط والجنوب، يكتبون على بيت، مطلوب دم، مما يعطل السكن فيه او بيعه او التصرف فيه، وهذا حكم ليس في الشرع ولا الاخلاق".

وتابع ممثل المرجعية الدينية "نجدد دعوتنا السابقة للعشائر للكف التام عن جميع الممارسات المخالفة للتعاليم الشرعية والأخلاقية والوطنية، وهي تمثل ظلما فاحشا على الكثير من الأبرياء". انتهى/خ.

اضف تعليق