دعا المرشّح الجمهوري الطامح لمنصب الرئاسة الأميركية دونالد ترامب الإثنين الفائت، إلى منع دخول المسلمين إلى أميركا، حتى تحديد موقف واضح منهم بعد الاعتداء الإرهابي في سان بيرناردينو الأسبوع الماضي.

إلا أن صحيفة "الغارديان" البريطانية وضّحت لـ"ترامب" ما يجهله عن تاريخ بلاده وعن أكبر إنجازاتها التي يفتخر بها كل أميركي أن الكثير منها تمّ على يد أبنائها من المسلمين الذي يريد ترامب عزلهم خارجاً.

وفي هذا السياق، رصدت له بعض "الأيادي البيضاء" التي قدّمها المسلمون إلى أميركا مقدّمة قائمة ببعض الإنجازات التي حقّقها المسلمون الأميركيون، والتي تتفوّق على إنجازات ترامب لبلاده مجتمعة:

 

1-بناء أميركا: كان المسلمون ضمن صفوف الرعيل الأول الذي بنى الدولة في بداياتها، منهم الجندي المحارب (بامبيت محمد) الذي خدم تحت إمرة الجنرال القائد جورج واشنطن أثناء حرب استقلال أميركا ضدّ المستعمر البريطاني، والجندي يوسف بن علي، لكن أكبر الأسماء كان (بيتر باكمينستر) الذي قتل القائد الأعلى للقوات البريطانية جون بيتكيرن في معركة بنكرهيل، والذي حارب أيضاً في معركة ساراتوغا وستوني بوينت. يتضح من هذه الأمثلة أن الجنرال جورج واشنطن، الذي غدا بعد ذلك أول رئيس للدولة، لم تكن لديه أدنى مشكلة من أن يحارب المسلمون في صفوف الجيش الأميركي لينالوا شرف خدمة وطنهم، أما ترامب فيبدو أنه يريد تدمير هذه القيم الأميركية النبيلة.

 

2-بناء المدن الأميركية: لولا المهندس المسلم (فضل الرحمن خان) الأميركي من أصل بنغالي لما الولايات المتحدة ناطحة سحاب واقفة على أساساتها، فقد ابتكر المهندس الملقب بـ"آينشتاين هندسة البناء" نظاماً إنشائياً قائماً على الأنابيب الإطارية التي غيّرت معالم الهندسة وبناء ناطحات السحاب إلى الأبد. ومن المباني التي لم تكن لتبصر النور لولا عبقريته: برجا التجارة العالمية الشهيران، برج جون هانكوك برج سيرز الذي كان أطول بناء في العالم على مدى 25 عاماً.

 

3- أمثلة حية على "الحلم الأميركي": "شهيد خان" أميركي مسلم يجسد الحلم الأميركي، جاء إلى أميركا بعمر الـ16 ليدرس في جامعة إلينوي، والآن يملك الملياردير الذي يناهز 65 عاماً من العمر نادي فولهام الإنكليزي وشركة قطع السيارات "Flex-N-Gate" التي تربو مبيعاتها فقط على 4.9 مليار دولار أميركي، ليملك بذلك ثروة جعلته يحتل المرتبة الـ360 بين أغنياء العالم.

 

4-أوصلوا هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض: تعدّ هوما عابدين (39 عاماً) أقوى امرأة أميركية مسلمة، فقد رافقت هيلاري كلينتون ضمن طاقم عملها السياسي وكانت نائبة رئيس مكتبها في وزارة الخارجية. وتعمل عابدين حالياً نائبة لرئيسة حملة هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2016.

 

5-انجازات طبية: في عام 1963، اخترع جراح الأعصاب المسلم باكستاني الأصل "أيوب أمية" نظام قسطرة بطيني داخلي يستخدم لشفط السائل النخاعي أو لإيصال المواد الدوائية. وبات هذا النظام يعرف في الأوساط الطبية بـ"مستودع أمية" الذي يوصل العلاج الكيماوي إلى أورام الدماغ مباشرة. وابتكر الطبيب المسلم كذلك أول مقياس للغيبوبة وإصابات رضوض الدماغ، كما أسس المركز الوطني الأميركي للوقاية من الإصابات الدماغية الذي يعالج رضوض الدماغ.

 

6-أبطال رياضيون: هذا الأسبوع غرّد ترامب قائلاً: "قال أوباما في خطابه إن المسلمين أبطال رياضيون، فعن أية رياضة يتحدّث، ومن يقصد؟"، لعله نسي أنه شخصياً تلقى من بطل رياضي مسلم هو الملاكم الشهير محمد علي كلاي، جائزة عام 2007، وكان ترامب أيضاً نشر صورة له معه على "فيسبوك" قائلاً إنها صورة له مع "صديقه" كلاي.

 

7-إسهامات في الدبلوماسية الأميركية: عملت فرح بانديث في إدارة جورج بوش الابن في مجلس الأمن الوطني بمنصب رئيسة مبادرات الشرق الأوسط، ومن ثم في وزارة الخارجية بمنصب مستشارة في شؤون المسلمين في أوروبا، بعدها عام 2009 غدت مبعوثة هيلاري كلينتون للجاليات الإسلامية في العالم.

 

8-دفع عجلة العلوم: من منّا لا يعرف الأميركي المصري الأصل أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل للكيمياء عام 1999، فقد انضم العالم المسلم (69 عاماً) إلى المجلس الرئاسي لاستشاري العلوم والتكنولوجيا، وهي مجموعة أسّسها الرئيس أوباما من خيرة علماء ومهندسي البلاد من أجل وضع خطوط سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار عام 2011، ولزويل أيضاً طوابع بريدية تحمل صورته.

 

9-رسموا الابتسامة بخفّة ظلهم: لا ننسى ديف شابيل الذي ظهر على الشاشات عام في فيلم (روبن هود: رجال يرتدون الجوارب الضيقة) والذي بات الآن أشهر ممثل ستاند-أب كوميدي (متحدث برامج وعروض كوميدية). واعتنق شابيل الإسلام عام 1998 لكنه لا يتحدث كثيراً عن دينه للصحافة والبرامج واللقاءات. وسألته مجلة "تايم" عام 2005 لماذا؟ فأجاب: "لا أتحدث عن ديني علناً لأني لا أريد للناس أن يقرنوني أنا وذنوبي بهذا الدين الجميل، وأؤمن بأنه دين جميل إن تعلمه المرء بالطريقة الصحيحة".

 

اضف تعليق