قُتل 4 أشخاص خلال محاولة 3 انتحاريين ينتمون الى تنظيم انفصالي، اقتحام القنصلية الصينية في كراتشي الباكستانية. تزامن ذلك مع مقتل 35 فرداً وجرح عشرات، بتفجير قنبلة في سوق مكتظ في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد.

في الوقت ذاته، فجّر انتحاري نفسه داخل مسجد في قاعدة للجيش الأفغاني في إقليم خوست شرق البلاد، خلال صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 27 جندياً وجرح عشرات. وقال ناطق باسم الجيش إن جميع القتلى يعملون لمصلحة قوات الأمن الأفغانية، فيما وصف الرئيس الأفغاني أشرف غني الهجوم بأنه "غير إسلامي وغير إنساني".

في جنيف أقرّ توبي لانزر، منسق الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية لأفغانستان، بأن حوالى 3,6 مليون شخص يبعدون "خطوة عن المجاعة"، مستدركاً: "هناك فرص جديدة في أفغانستان وآمال راسخة بتحقيق السلام. يبدو ذلك متناقضاً، ولكن هناك الآن فرص أفضل ممّا كانت عليه قبل سنوات، لتكون أفغانستان في سلام مع نفسها ومع جيرانها". وأضاف: "وهناك مزيد من الانفتاح من أجزاء معيّنة من المجتمع الدولي، لضمان أن يكون الجميع جزءاً من المفاوضات، وهذان تغيّران مهمان جداً".

على صعيد آخر، يُعدّ الهجوم على القنصلية الصينية في باكستان الأضخم الذي يستهدف مصالح حليفتها بكين التي تضخّ بلايين الدولارات في البلاد، في إطار مبادرة "الحزام والطريق" للبنية التحتية، التي تصل بين إقليم شيجغانغ الصيني ومرفأ غوادار على بحر العرب. و"الممرّ الاقتصادي بين الصين وباكستان" واحد من أضخم مشاريع هذه المبادرة، ويشمل شبكة طرق برية وبحرية تشمل 65 دولة.

والهجوم أهم عملية ينفذها "جيش تحرير بلوشستان" منذ سنوات، علماً أنه ينشط في بلوشستان المتاخمة لأفغانستان وإيران، وهي منطقة غنية بموارد معدنية واحتياطيات غاز طبيعي، لكنها أفقر أقاليم باكستان. ويشكو الانفصاليون منذ عقود من "استغلال ظالم" للحكومة في إسلام آبادـ لموارد الإقليم، خصوصاً الغاز الطبيعي والمعادن. كذلك يتهمون الحكومة بالاستيلاء على أراضي السكان الأصليين، ويستهدفون المشاريع التي تموّلها الصين.

وقال قائد الشرطة في كراتشي أمير شيخ إن ثلاثة مسلحين جاءوا في سيارة ملغومة لاقتحام القنصلية، مستدركاً أن "الحراس والشرطة قتلوا واحداً من الارهابيين". وأضاف أن معركة بأسلحة نارية اندلعت مع المهاجمَين الآخرين، قبل قتلهما، علماً أن أحدهما كان يرتدي سترة ناسفة، لكنها لم تنفجر. وتابع أن شرطيَين قُتلا.

وذكر قائد الشرطة في ولاية السند، وعاصمتها كراتشي، أن مدنيَين "هم أب وابنه جاءا إلى كراتشي من كويتا (عاصمة بلوشستان المجاورة) للحصول على تأشيرة لدخول الصين" قُتلا أيضاً في إطلاق النار.

وأكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي "القضاء على جميع الإرهابيين" خلال عملية "مثمرة" لقوات الأمن. وأضاف أن "الإرهابيين لم يتمكنوا من احتجاز موظفين (في القنصلية) رهائن، أو من قتل أيّ منهم"، فيما شدد وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري على أن السلطات "تسيطر على الوضع".

وأمر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بفتح تحقيق في الهجوم الذي وصفه مكتبه بأنه "جزء من مؤامرة ضد التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين باكستان والصين". وأكد خان أن الهجوم لن يمسّ العلاقات بين إسلام أباد وبكين، التي وصفها بأنها "أعلى من الهيمالايا وأعمق من بحر العرب". وأعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن "صدمته" للهجوم، وحضّ باكستان على منع اعتداءات مشابهة. جاء ذلك بعدما دانت الخارجية الصينية "كل هجوم عنيف على وكالات قنصلية ديبلوماسية"، وطالبت باكستان بـ"اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان أمن المواطنين والمؤسسات الصينية" على أراضيها.

في المقابل، أعلن ناطق باسم "جيش تحرير بلوشستان" مسؤولية التنظيم عن الهجوم، قائلاً ان عناصره "اقتحموا القنصلية الصينية في كراتشي. الصين تستغل مواردنا". واضاف: "نعتبر الصينيين ظالمين مثل القوات الباكستانية، اذ يدمّرون مستقبل بلوشستان". ودعا بكين إلى الرحيل أو "الاستعداد لاستمرار الهجمات". ونشر التنظيم صورة على "تويتر" تُظهر ثلاثة رجال أعلن أنهم منفذو الهجوم، أمام علم بلوشي. انتهى/خ.

اضف تعليق