إخلاص داود

الأعاصير والسيول والزلازل والأمطار والعواصف كلها ظواهر طبيعية وقد تتحول الى كوارث اذا نجم عنها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، وقد تكون كارثة فنية تسببها يد الإنسان المخربة سواء كان إرادياً (عمداً) أم لا إرادياً (بالإهمال). هذه احدى تعاريف كلمة (كارثة) وكارثة اغراق سبعة مليارات دينار كارثة اهمال وفساد  سببتها يد الطامعين و المخربين وسواء كان إرادياً او  بسبب الإهمال فالنتيجة واحدة وليس كما عرفها محافظ البنك المركزي العراقي وكالة علي العلاق أثناء حضوره في جلسة مجلس النواب في تشرين الثاني -13- 2018 والتي بثتها الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، عن تلف نحو 7 مليارات من الدنانير من الأوراق النقدية بسبب سقوط الأمطار، وأشار،أنه سيتم استبدال هذه الأوراق، بطلب من مصرف الرافدين، و أن المصرف يحتفظ بوثائق تثبت صحة إصدار العملات التي تعرضت إلى التلف.

وأوضح، أنه طبقاً لتعليمات البنك ونظامه، هناك حق باستبدال العملات عندما تتعرض للتلف نتيجة الحوادث المختلفة كالغرق والحرق أو أي شيء آخر.

وتحدثت تقارير نيابية سابقة عن تقدير حجم خسائر مصرف الرافدين بسبب الأمطار، بأنها نحو 10 مليارات دينار، لكن العلاق نفى تلك التقديرات و كشف عضو مجلس النواب العراقي أحمد حمة رشيد في تصريح صحافي، عن طلب مجلس النواب من علي العلاق تثبيت ما قاله بوثائق وإسناد، كون الرقم المتوفر لدى البرلمان هو 12 مليار دينار.

 فيما أكد، العلاق  أن المبلغ يقدر بـ7 مليارات دينار وأنها قضاء وقدر. مبين أن الخسائر لا تعني عملياً سبعة مليارات دينار، وإنما الخسائر تشمل فقط قيمة طبع الورقة والذي يبدأ من سنتين إلى 4 سنوات.

وكان العلاق قد أشار إلى استلام البنك المركزي الأوراق النقدية التالفة، وقام بتعويضها، مقابل فرض غرامة مالية عليها تم تخفيضها لأنه مصرف حكومي.

وكانت بغداد شهدت في الآونة الأخيرة هطول أمطارا غزيرة أغرقت الكثير من الشوارع لكن مصرف الرافدين لم يعلن حينها عن تعرض أمواله إلى الغرق ما أثار الشكوك حول تصريحات العلاق.

نبذة عن حياة علي محسن العلاق

علي العلاق حاصل على بكلوريوس محاسبة ادارة اعمال من الجامعة المستنصرية 1976 ودبلوم عالي من جامعة بغداد 1979 وعين محافظا للبنك المركزي العراقي بالوكالة ورئيس مجلس الادارة منذ 2014 في عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

ويذكر أن طباعة اسم علي العلاق على الأوراق النقدية من فئة 1000 دينار، وتقدر قيمتها 90 مليار دينار كانت أثارت ضجة بين المراقبين وموجة استياء شعبية، كونه يعمل بالوكالة، كما أنه لم يسبق لأي من المحافظين السابقين للبنك المركزي العراقي طباعة اسمه على أوراق نقدية، ويرى محللون انها محاولة لتخليد اسمه دون اي انجاز يذكر.

وأكد الخبير القانوني، طارق حرب، ان ذكر اسم المحافظ على الطبعة الثانية من الأوراق النقدية التي صدرت لبعض الفئات لم تعتبر "جريمة" وانما فعل اداري خاطئ.

والجدير بالذكر أن  مجلة كلوبال فاينانس العالمية قد صنفت العلاق، في المرتبة ال 30 من ضمن افضل محافظي البنوك في العالم بعد الجهود التي بذلها في تطوير القطاع المصرفي.

وقال مدير تحرير المجلة، جوزيف جيارابوتو، في التقرير، إن "التقييم اعتمد على قيام محافظي البنوك المركزية في مواجهة العواصف والتحديات التي تواجه اقتصاد بلدانهم نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية والذين ناضلوا من اجل استقرار اقتصاد بلدانهم"، مضيفا أن "التقرير صنف محافظي البنوك المركزية من المرتبة A  إلى المرتبة F".

اضف تعليق