حصلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية على وثيقة مسربة تعود لتنظيم "داعش" تكشف المخططات التي وضعها التنظيم لبناء أسس دولة تابعة له بالعراق وسوريا.

وأوضح تقرير الصحيفة أن "الوثيقة تكشف معالم "الدولة الإسلامية" وفقاً لداعش، وكيف سعى التنظيم الإرهابي لإقامة دولة قائمة الذات تقدم خدمات اجتماعية شاملة، وتوفر حوكمة محلية، وتتيح خزينة للمال وبرنامجاً اقتصادياً للاكتفاء الذاتي".

وأبرز تقرير الصحيفة أن "الوثيقة، التي تضم 24 صفحة، تحدد كذلك كيفية إقامة العلاقات الخارجية، وتضع التوجهات لآليات نشر البروبغندا مكتملة الأركان، فضلاً عن طرق التحكم بشكل مركزي بالنفط والغاز، وغيرها من الجوانب الاقتصادية الحيوية".

وتكشف الوثيقة السرية، التي تحمل عنوان "مبادئ في إدارة الدولة الإسلامية"، عن طموحات "داعش" في إقامة دولة تابعة له، وتزيح الستار كذلك عن الطرق التي جعلت التنظيم يختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية، من خلال السيطرة على مقدرات مالية كبيرة، وحشد قواته بشكل جعل منه أخطر تلك التنظيمات على الإطلاق.

وذكرت "ذي غارديان" أن "الوثيقة الجديدة وغيرها من الوثائق التي تحصلت عليها ترسم صورة عن تنظيم يهتم بجوانب وأمور دنيوية مثل الصحة والتعليم والتجارة والتواصل وتوفير فرص العمل، وذلك رغم إعلانه أن العنف والإرهاب من أهم الركائز التي يتأسس عليها".

من جهة أخرى، ذكر تقرير الصحيفة البريطانية أن هذا الجانب الخفي من تنظيم "داعش" يكشف عن محدودية الضربات الجوية التي يقودها التحالف الدولي، موضحة أن الأمر يتجاوز مجرد القضاء على حفنة من المقاتلين ضمن التنظيم المتطرف، بما أن "داعش" هندس كيفية تسيير مجالات متعددة كالتعليم وتدبير الموارد الطبيعية، والصناعة، والعلاقات الخارجية، والعلاقات العامة، وكيفية إقامة معسكرات التدريب.

وحسب "ذي غارديان" فإن الوثيقة السرية تعود لأواخر العام 2014، وتكشف كذلك عن كيفية إقامة "داعش" لمعسكرات تدريب منفردة بالنسبة للمقاتلين القدامى، مع وجوب خضوعهم في كل سنة لتدريبات تدوم أسبوعين لتلقي التوجيهات حول "آخر الفنون في استخدام الأسلحة، والتخطيط العسكري والتكنولوجيا العسكرية".

كما أشار المقال إلى أن الوثيقة توصي بإقامة إدارة للإشراف على تسيير معسكرات التدريب، بطريقة جد معقدة، تتفوق على قدرات تنظيم "القاعدة" بأفغانستان وقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مضيفا أنها تكشف لأول مرة عن نية "داعش" تدريب الأطفال على خوض المعارك العسكرية.

 

اضف تعليق