يشارك نحو 70 رئيس دولة وحكومة في باريس، الأحد 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في مراسم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في تجمع خارج عن المألوف، ووسط إجراءات أمنية مشدّدة، يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون لانتهاز فرصة تنظيمه للتأكيد على التعددية في العلاقات الدولية. ومن بين الحضور الرؤساء: الأميركي دونالد ترمب، والروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والعاهل المغربي محمد السادس، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. والمراسم التي تشهدها باريس هي محور فعاليات عالمية لتكريم نحو 10 ملايين جندي قُتلوا خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918.

وتأتي أيضاً إحياء لذكرى لحظة دخول الهدنة -التي جرى توقيعها في شمال شرقي فرنسا- حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة صباحاً، من يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918. وأسفر النزاع عن تغيّر خارطة أوروبا، وأسقط 3 إمبراطوريات وأدى إلى الثورة السوفياتية، وحمل في طياته بذور الحرب العالمية الثانية. غير أن السلام لم يدُم طويلاً فبعد 20 عاماً غزت ألمانيا جيرانها.

احتجاج لافت استهدف موكب ترمب

أوقفت الشرطة الفرنسية ثلاث ناشطات من حركة "فيمن"، اقتربتا من موكب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بينما كان في طريقه إلى قوس النصر في جادة الشانزيليزيه، للمشاركة في إحياء ذكرى الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، كما ذكرت مصادر متطابقة. وقفزت محتجتان، كتبتا على جسميهما "موكب نفاق"، و"حفل عصابات"، فوق الحواجز الأمنية عند مرور سيارة ترمب أمام الجمهور قبيل الساعة 11.

 وقامت ناشطة ثالثة بالأمر نفسه بعد أمتار قليلة على الجادة، وقالت الشرطة لوكالة فرانس برس، إنه تم توقيف الناشطات الثلاث، إحداهن على الطريق، والاثنتان الأخريان بعد أن حاصرتهما القوات الأمنية داخل الحواجز الحديدية.

 وصرّحت ناشطة من "فيمن"، كانت حاضرة في المكان كوستانس لوفيفر، لفرانس برس: "فرنسا تحتفل بالسلام في هذه المراسم، لكن نصف قادة الدول المدعوين مسؤولون عن معظم النزاعات في العالم".

 ووقفت ثلاث ناشطات من "فيمن" ، تحت قوس النصر، وهن يهتفن "أهلاً بمجرمي الحرب"، وكتبن على صدورهن "صانعو سلام مزيّفون، طغاة حقيقيون".

تعبير نادر لعواطف الزعماء

ووقف زعماء العالم تحت مظلة زجاجية كبيرة عند قوس النصر الذي بناه الإمبراطور نابليون عام 1806 لحضور المراسم. وكان آخر الواصلين هو بوتين، الذي صافح ماكرون وميركل ثم ترمب، ثم رفع إصبعه السبابة للرئيس الأميركي كعلامة على التأييد.

ووقف ماكرون في وضع انتباه، في حين عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية النشيد الوطني الفرنسي، قبل أن يسير تحت المطر لتفقد الجنود. ثم احتل مكانه تحت قوس النصر، في حين أدى عازف التشيلو يو-يو ما جزءاً من إحدى سيمفونيات باخ. وفي تعبير نادر لعواطف الزعماء، تشابكت أيدي ماكرون وميركل، أمس السبت، خلال مراسم مؤثرة لإحياء ذكرى توقيع الألمان والفرنسيين على اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب.

منتدى حول السلام لن يحضره ترمب

مع انتهاء المراسم، سيعود القادة مجدداً إلى القصر الرئاسي لمأدبة غداء قبل أن يتوجه بعضهم إلى منتدى باريس للسلام بعد الظهر. ولن يحضر ترمب الذي يتبنى سياسة قومية تقوم على مبدأ أميركا أولاً المنتدى. وقال الرئيس الأميركي إنه لن يعقد أيضاً اجتماعاً ثنائياً مع بوتين في باريس. ومن المتوقع أن يجري ترمب وبوتين محادثات رسمية هذا الشهر، لدى حضورهما قمة مجموعة العشرين في بيونس آيريس.

المصدر: عربي بوست

اعداد وصال الاسدي

اضف تعليق