قال الخبير العسكري وفيق السامرائي، الاربعاء، ان الانقلاب المسلح والتصادم، كان ممكناً في فترة حكم رئيس مجلس الوزراء السابق حيدر العبادي، مع قوات الحشد الشعبي، فيما اشار الى، ان العراق قد يتجه لطلب تعويضات من السعودية جراء تفجير الاف السعوديين لانفسهم ضد مواطنيه.

كتب السامرائي مدونا على صفحته بالفيس بوك، ان "العراق الآن يعمل بتوازن ونقاط الشد والخلافات الحادة السابقة بين الحشد والعبادي لم تعد موجودة مع حكومة الرئيس عبد المهدي الذي قرأ المعادلات جيدا، بل تبدو العلاقة ودية جدا حاليا، وهو تطور كبير أبعد شبح التصادم والانقلاب المسلح الذي (كان ممكنا) في زمن العبادي، وسيزداد الحشد قوة وتنظيما".

وبصدد المطلوب الان داخليا، بين السامرائي، ان على العراق، "التصرف بكبرياء إقليميا والانصراف الى معاناة الكادحين وسدود الماء والكهرباء والضمان الاجتماعي واعادة الاعمار، وضرب رؤوس الفساد التي نهبت أموال الشعب (بلاهوادة) ومنعهم من ممارسة أدوار سياسية، وحان وقت محاسبة ذيول الدواعش ومن غطوا لحربهم بالتحريض المعلن، وحتى لو كانوا ورقة فقد احترقت".

وفي شأن دول الجوار وعلاقتها مع العراق بين السامرائي، ان "عقوبات أميركية حادة بوشر بفرضها على إيران، وتواجد ومكاسب داعشية مؤقتة على شريط سوري محاذ للعراق، ومأزق سعودي لن يمر دون عواقب رغم تجنب الأميركيين المس بمصالحهم سعوديا، وهناك فرصة تركية لا سابق لها لتقويض وهم الزعامة السعودية (رغم استبعاد اردوغان للعلم المسبق للملك سلمان شخصيا بما حدث لخاشقچي).

واضاف، ان هناك "محاولات ترضية أميركية لتركيا باصدار مكافآت كبيرة لمن يدلي بمعلومات تقود الى القبض على أكبر ثلاثة من قادة حزب العمال الكردستاني التركي موجودين في جبال وعرة شمال العراق ولا فرصة للقبض عليهم، وتماسك وارتفاع معنويات الحوثيين في ضوء استحالة حسم الموقف من قبل القوات السعودية المتآكلة في اليمن واستحالة ادامة القصف الجوي العشوائي العبثي".

وعن تصاعد وتيرة الخلافات في المحيط الاقليمي، اشار الى، ان "التراشق الصاروخي الواسع بين ضفتي الخليج ليس خيارا حاليا، وغلق المضيق ليس وشيكا ولا مرجحا، والصبر لا تزال فسحته واسعة، والداخل الإيراني مسيطر عليه حاليا ومجالات المناورة الإيرانية مفتوحة".

وقال، ان "العراق لن يكون طرفا فاعلا في الحرب الاقتصادية على إيران، وهذا امر مستبعد"، مبيناً، ان "المرحلة ستكون مرحلة تصدع عسكري سعودي في اليمن وتقوقع وانسحاب في مرحلة ليست بعيدة يطالب بعدها اليمنيون السعوديين بغرامات وإثارة مطالبهم القديمة في جازان ونجران لاحقا".

ولفت السامرائي الى ان، ان "العراق سيتصرف بكبرياء مع السعوديين بعيدا عن فلسفات المحيط الإقليمي والتعاون العربي، وقد يطالبُ السعوديين لاحقا بدفع ثمن هائل (مئات مليارات الدولارات) عن موجات آلاف الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في العراق، والعلاقات بين الرئاسات العراقية الثلاث في أفضل مراحلها، وقيادة القضاء الأعلى تتصرف بحكمة وشجاعة ودعم السلطات لتماسك الدولة".

واوضح ان "الاحتمالات تبقى مفتوحة بشكل بطيء، ولن نَرّ سماءً مُنارةً بذيول آلاف الصواريخ ولا حربا شرق المتوسط، فالتوازن (النسبي) لا يزال مطلوبا مرحليا".

المصدر: بغداد اليوم
تحرير: عامر الشيباني

اضف تعليق