لم يكن من السهل بالنسبة لمرتضى الشيخ هادي تحقيق حلمه في ان يصبح مهندسا ورساما في ذات الوقت وهو الذي يوصف عند الكثيرين بذي الاحتياجات الخاصة، فهو الشاب الحالم والمقعد بسبب المرض.

مرتضى ذو الـ (19) عشر ربيعاً واحد من بين أربع من عائلته مصابين بمرض ضمور العضلات الوراثي كل منهم بإبداع مختلف ومميز طور نفسه مع تطور المرض ما جعله يمسك الفرشاة بكلتا يديه متغلبا على رياح الالم.

مرتضى قال  لوكالة النبأ للإخبار، "أتغلب على الإعاقة بصنع النجاح سلاحي فرشاة ورصاصاتي هي الواني، ومباراة تحدي الحياة تكسبني جولاتي في اغلب أشواطها الصعبة".

يعتبر مرتضى إعاقته محفزا له للمضي قدما في الحياة. يؤكد بنبرة واثقة: "ليس لدي أي مشكلة مع كوني كفيفا،..، سر النجاح بسيط جدا، وهو الثقة بالنفس وعدم الاكتراث لنظرة المجتمع ومساندة الأهل والأحباب والأصدقاء".

يطمح مرتضى بأن يصبح واحدا من فناني التشكيل العالميين من اجل إيصال رسالة التحدي والإبداع رغم الإعاقة لكل العالم، ويؤكد أن إعاقته لن تقف حاجزا أمام تحقيق هذا الحلم، لأن الأمر بالنسبة إليه "لا يحتاج سوى المهنية والاجتهاد بوجود أدوات التشجيع التي يتحصن بها وهم والديه وإخوته وأصدقائه وبعض الفنانين".

يركز مرتضى في أعماله على رسم الشخصيات التي ينعتها المجتمع بـ (المجانين)، ليخلدهم في في رسوماته وهي ما يعتبرها وثيقته المدنية، وضعهم في سلسة اسماها "بسطاء من بلادي".

ويقاوم مرتضى بروح التفاؤل صعوبات الحياة بالصبر الذي ينسجه له والداه، فيما يطمح للعالمية متأثرا بفناني العرب، كالدكتور المصري طه القرني، اما محليا يجد ضالته عند الفنان جورج بهجوري وفائق حسن وجواد سليم اما البعد العالمي فهي ريشة الفنان الايطالي العالمي ليوناردو دافنشي.

مرتضى الذي خدرته كلمة مسكين التي تتردد على مسامعه لأنه ولد بإعاقة، لم تحطمه بقدر ما كانت حافزا بالنسبة له للتقدم والنجاح وإثبات الذات.

ويدعو مرتضى الأشخاص ممن هم في وضعيتها إلى التمسك بالأمل والتخطيط للمستقبل والعمل على ترك بصمتهم في الحياة، ويقول "لا يجب أن نمر في هذه الحياة مرور الكرام، فداخل كل واحد منا، هناك قوة خفية ينبغي إخراجها، والإعاقة الحقيقية هي إعاقة الروح وليس الجسد".

من سوزان الشمري/ بغداد-تحرير: خالد الثرواني

 

اضف تعليق