وكالة النبأ للإخبار- سوزان الشمري

يثير المد الشيعي تكهنات مرعبة لدى بعض المذاهب الأخرى ومخاوف انتشاره في العالم تتزايد من ظهور امتدادات دولية حقيقة، ولأننا لسنا بصدد الدخول في تفاصيل صراع الأديان والمذاهب، إلا أن مناسبة الذكرى السنوية لزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) كانت صورة أعمق وأوضح مغرى لأي كلام يذكر بعد توافد الزائرين صوب كربلاء المقدسة من كل فج عميق.

موكب "الحسين حب دولي" كان تجسيد حقيقي لظاهرة انتشار المذهب الشيعي وامتداده نحو العالمية في دول صنفت بالغير الإسلامية لتتجاوز الثورة الحسينية صفتها العربية معلنة ثورة التعريف بشخصية صاحب أول ثورة إنسانية انتصر فيها الدم على السيف حملت لواء الحسين (ع) في طف كربلاء.

الموكب يضم خدمة حسينيون من جنسيات مختلفة توزعت نشاطاته بين التوعية والتثقيف بالمذهب الشيعي وأهمية الثورة الحسينية عبر بمشاهدة تقنية عبر أفلام واوبريت وعروض مسرحية تحكي تفاصيل معركة ألطف الخالدة.

عبد الرزاق حسين احد أعضاء الموكب يؤكد ان "الفكرة من إنشاء الموكب تعريف العالم بالإمام الحسين(ع) وقضيته تمهيدا للتعريف بقضية الإمام الحجة (عجل الله فرجه).

ويضيف لـوكالة النبأ للإخبار، "للسنة الرابعة على التوالي يستمر موكب الحسين حب عالمي، نشاطاتنا مختلفة كل عام عبر إدخال طرق سهلة للتعريف بالقضية الحسينية وأبعادها الإنسانية"، لافتا إلى "استخدام تقنية (3D) هذا العام والتوجه لتعريف الأطفال بهذه الثورة عبر عروض مسرحية، وأفلام، وتنظيم جولات ميدانية حية بين المواكب للتعريف بالمذهب وأبعاد ثورة الحسين إنسانياً".

وعن أساليب استقطاب الوافدين من غير المسلمين الراغبين بالتعرف على المذهب الشيعي يوضح حسين "نستقطب الاستفسارات عبر كافة وسائل الاتصال ويتم توثيق مراحل تلقي المعلومات عبر الايميل إذ يكون لكل زائر رقم محدد يتم تبادل المعلومات والاستفسارات اذ يتم رفع راية له خاصة بعلم بلاده وسط كل رايات دول العالم العربية وغير العربية الإسلامية وغير الإسلامية".

وأشار إلى أن "الموكب حرص على تواجد وتوفر مترجمين بأغلب لغات العالم مهمتهم متابعة الاستفسارات التي ترد الموكب بالشكل الذي يسهل على المتلقي الحصول على المعلومة".

وتابع حسين أن "العام الحالي شهد الموكب انضمام أكثر من 45 شخصية غالبيتهم من دول غير أسلامية، فيما تتوزع مهام الخدمة الحسينية في موكب الأربعينية بين مسلمين انضموا حديثاً من (الأرجنتين وباكستان وألمانيا إضافة لعدد من الدول الإفريقية)".

السيدة زينب الفتال وتعمل تدريسية في حوزة راهب ال محمد بالكاظمية المقدسة، اوضحت ان الموكب استقطب عدد من الشخصيات غير الاسلامية ابرزها رئيس لجنة الشؤون الدينية في الكونغرس الامريكي وتعريفها على الثقافة الحسينية وكذلك استقبال عدد من القساوسة والمسؤولين الاجانب.

مؤكدة ان الازمة المالية في ايران اثرت هذا العام على الموكب من خلال عدم القدرة على تغطية الكثير من النشاطات.

واضاف ان الموكب يحوي قسم خاص للاطفال فيه بعض الفعاليات ابرزها محاضرات تعريفية وورشة للرسم الحر وقسم للالعاب.

احد خدمة الموكب وهو مسلم قدم من غانا للمشاركة في زيارة الأربعينية يقول، أن اتساع المذهب الشيعي تزايد خلال السنوات الأخيرة الاجانب القادمين إلى غانا منذ أكثر من ثلاثين عاما وخصوصا التجار من إيرانيين وأتراك".

يقول إبراهيم الطيب أن "التشيع كانت أول خطواته في غانا بعد إنشاء أول حوزة دينية شيعية في غانا على يد السيد الطبطبائي"، ويذكر الطيب انه وإفراد من أسرته كان يتبعون المذهب الصوفي ألا أن "حقيقة الإسلام تأكدت لهم عبر المذهب الشيعي"، لافتا إلى أن "غانا اليوم يوجد فيها أكثر من مليون شيعي".

وعن طبيعة عمله في موكب "الحسين حب عالمي" قال الطيب "انه يتضمن إضافة للخدمة الحسينية التي يقدمها خلال زيارة الأربعينية في كربلاء المقدمة ألا انه يقوم بمهمة تقديم المعلومات والرد على الاستفسارات التي ترد الموكب للمتكلمين باللغة الانكليزية إضافة إلى العربية".

وتبقى ثورة الحسين ثورة إنسانية عصية على المحاربة فهي رسالة السلم والإنسان وثورة نصرة المظلوم لا تخص مذهب حد ذاته ولا قومية دون غيرها فرسالة الحسين (ع) في طف كربلاء كان تعطي دروسا عالمية أساسها العدل والإنسان وهدفها الإصلاح. انتهى/خ.

اضف تعليق