وكالة النبأ للأخبار/ اخلاص داود/ كربلاء:

العادات والتقاليد مفردتان متغرستان في افكار وسلوكيات وتصرفات الفرد وهما قديمتان منذ قدم البشرية التي تحملت سلبياتهما كما استفادت من ايجابياتهما، وإطلاق العيارات النارية في المناسبات تعد احدى الموروثات الدخيلة التي تتسبب بخسائر مادية وبشرية.

وعلى مايبدو ان هذا المسلسل لا تنتهي حلقاته، فقد زهقت روح احد المعزين فيما اصاب اخر بأصابة بليغة بسلاح (B.k.c) في الأسبوع الفائت بمدينة عين التمر غربي محافظة كربلاء حيث قام المعزين باطلاق نار كثيف وبأسلحة متنوعة تحت ما يسمى بـ"العراضة".

من جهته اوضح عضو اللجنة القانونية النيابية زانا سعيد - 27 شباط 2018 - أن "إطلاق العيارات النارية دون أن تسبب اذى للاخرين تكون عقوبته الغرامة والحبس ومصادرة السلاح وصولا إلى إطلاق العيارات التي قد تتسبب بأضرار مادية فتوجب إضافة إلى العقوبة السابقة تعويض هذه الأضرار".

وأضاف، اذا كان إطلاق العيارات النارية قد تسبب بوفاة شخص فتتحول الجريمة إلى قتل خاطئ وقد يصل إلى الحبس المؤبد"، وأن "تطبيق القانون عند تشريعه بحاجة إلى حملة توعية شاملة لأن تطبيقه ليس بالأمر السهل كونها تعالج ظاهرة أصبحت مقبولة في بعض الأوساط".

جدير بالذكر ان وزارة الداخلية قد اعلنت في وقتٍ سابق، عن عقوبات بالحبس من شهر الى ستة أشهر وغرامات مالية تصل الى مليون دينار بحق مطلقي العيارات النارية في مختلف المناسبات.

وقالت الوزارة ، إن "مطلقي العيارات النارية سيواجهون عقوبات بالحبس تتراوح ما بين شهر الى ستة أشهر، وغرامات مالية تصل الى مليون دينار".

وأضافت، أن "العقوبات تتضمن أيضا مصادرة السلاح من مطلقي العيارات النارية".

المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني رد على ثلاثة استفتاءات شرعية قدمت إليه بخصوص إطلاق العيارات النارية افتى خلالهم بعدم جواز إطلاق النار في الهواء بغض النظر عن المناسبة محملا مطلقي العيارات النارية المسؤلية الشرعية سواء يتسبّب في موت او قتل او جرح على تفصيل مذكور في محلّه واعتبرها ظاهرة منافية للعرف والاخلاق ونصح كافة الاخوة المؤمنين التجنّب عنها البتة.

من جهته اوضح المحامي وسام احمد، الذي اصيب اخوه بعيار ناري من بندقية احد المبتهجين بفوز المنتخب الوطني العراقي على نظيره اليمني بثلاثة اهداف ضمن الجولة الثانية من دوري مجموعات كأس الخليج واقعدته في المستشفى لمدة اسابيع وفقد احد اصابع اليد اليمنى: إن "اسباب استفحال هذه الظاهرة والصعوبة في القضاء عليها ولجم مطلقي النار ووضع حد للموت العشوائي اولا الى ضعف تطبيق القانون وثانيا سهولة الحصول على السلاح وانتشاره بيد مختلف فئات ومستويات المجتمع العراقي".

وكانت دائرة صحة الرصافة في بغداد قد أعلنت يوم، 29 كانون الأول 2017 عن مقتل شخص واصابة 19 اخرين بسبب اطلاق النار العشوائي بمناسبة فوز المنتخب العراقي على نظيره البحريني بثلاثة اهداف ضمن الجولة الثانية من دوري مجموعات كأس الخليج 23.

وأكثر من 20 جريح قد رقد في المستشفى بعد فوز العراق على قطر. كما وقتل ثلاثة اشخاص وجرح 50 اخرون في بغداد عندما اطلق عشاق كرة القدم العراقيون الرصاص في الهواء احتفالا بفوز المنتخب العراقي على منتخب فيتنام في دور الثمانية بنهائيات كأس الامم الاسيوية لكرة القدم.

وقتل شخصان على الأقل وأصيب نحو ثمانين آخرين إثر إطلاق النار في الهواء ابتهاجا بفوز المنتخب العراقي على نظيره الإيراني.

وبرغم من النداءات الكثيرة، الرسمية والدينية والمتمثلة بالعقوبات النافذة وعدم جوازها من قبل جميع المرجعيات الاّ ان الكثيرين مازالوا متمسكين بهذا التقليد غير الحضاري مما اثار قلقا لدى غالبية المواطنين. انتهى/خ.

اضف تعليق