هددت وزيرتان بريطانيتان بالاستقالة من حكومة تيريزا ماي، احتجاجاً على "تنازلات" تعتزم تقديمها للاتحاد الأوروبي، في مفاوضات خروج المملكة المتحدة من التكتل (بريكزيت). في الوقت ذاته، أكد وزير الاقتصاد البريطاني فيليب هاموند أن بلاده لن تبقى في الاتحاد الجمركي الأوروبي إلى ما لا نهاية.

واشارت صحف بريطانية إلى احتمال استقالة الوزيرتين، إذا وافقت ماي على اقتراح بروكسيل بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الجمركي الأوروبي لفترة غير محددة، في مقابل إبقاء الحدود الإرلندية مفتوحة، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري بين الجانبين.

وأوردت صحيفة "ديلي تلغراف" أن وزيرتَي التقاعد إستر ماكفيه والتنمية بيني موردونت هددتا بالاستقالة، فيما أوردت صحيفة "ذي غارديان" أن رئيسة مجلس العموم (البرلمان) أندريا ليدسوم تبدي قلقاً إزاء خطة ماي في شأن الاتحاد الجمركي الأوروبي. كذلك نُشرت تقارير حول احتجاجات متزايدة داخل الحكومة، قبل قمة مفصلية مرتقبة الأسبوع المقبل في بروكسيل، بهدف الاتفاق على تفاصيل "الانفصال".

وأشارت تقارير إلى أن ماي أبلغت وزراءها أنها مستعدة لقبول شروط الاتحاد، فيما يطالب مناهضو التكتل بتحديد الفترة التي ستواصل فيها بريطانيا التقيّد بالقواعد الجمركية الأوروبية، والتي ستتمكّن بعدها من إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء آخرين.

وينصّ الجزء الثاني من الخطة على بقاء إرلندا الشمالية في الوحدة الجمركية والسوق الأوروبية المشتركة، ما يتطلّب نوعاً من التدقيق في السلع العابرة للمياه الإرلندية، ويبقي الحدود مفتوحة بين جمهورية إرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وإرلندا الشمالية، بما يرضي جميع الأطراف. لكن الحزب الوحدوي الديموقراطي في إرلندا الشمالية، حليف ماي في الائتلاف الحكومي، يحتجّ على طرح منفصل يعتبر أنه يهدد وحدة أراضي المملكة المتحدة.

وكانت "ديلي تلغراف" أوردت أن ماي أبلغت "حكومة الحرب" (تضمّ الوزراء الأساسيين المعنيين ببريكزيت) أن البقاء في الاتحاد الجمركي ليس محدداً بوقت، وهو باقٍ "إلى أن نتوصل إلى اتفاق للتبادل التجاري"، ما أثار خشية من أن تصبح الترتيبات الموقتة، دائمة، ما يدفع بوزراء إلى الاستقالة.

يتزامن ذلك مع تلويح حلفاء ماي في إرلندا الشمالية بسحب تأييدهم لها، وإرغامها على مواجهة خطر سحب الثقة منها، ما قد يؤدي إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

في السياق ذاته، شدد هاموند على أن المملكة المتحدة لن تبقى في الاتحاد الجمركي الأوروبي إلى ما لا نهاية، مستدركاً أنها تحتاج وقتاً من أجل الاستمرارية، قبل التوصل إلى اتفاقات مع بروكسيل وتطبيقها عملياً في مرحلة ما بعد بريكزيت.

وقال: "شهدت المفاوضات مع الاتحاد تقدماً ملحوظاً، ولكن لا تزال هناك خلافات مهمة عالقة يجب حلّها. لن نبقى في أي شيء (مؤسسة أوروبية) إلى ما لا نهاية. نحن واضحون تماماً، والأمور ستكون موقتة، لكننا نحتاج وقتاً قد يتعدى المرحلة الانتقالية، قبل دخول مرحلة الشراكة الكاملة" مع الاتحاد". وأوضح أن "الأنظمة (المعمول بها الآن) يجب أن تتغير خلال هذه المرحلة".

اضف تعليق