أثار حسم تسمية الرئاسات الثلاث في العراق البرلمان والجمهورية والحكومة، تساؤلات حول أي الطرفين خرج منتصرا، أمريكا أم إيران؟ بعد تقارير تحدثت عن تدخلها في مفاوضات القوى العراقية.

ولعل تصريحات مسؤولين من الدولتين، تدل على أن التدخل كان واضحا في اختيار شخصيات شغلت أعلى المناصب في الدولة العراقية، فقد صرح خطيب طهران آية الله محمد حسن أبو ترابي، بأن اختيار رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وجه صفعة لأمريكا.

وفي أول تعليق على اختيار برهم صالح رئيسا للعراق وتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الأربعاء، إن "على العراقيين أن يلتزموا بتعهداتهم والحيلولة دون سيطرة إيران على الحكومة".

توافق أمريكي إيراني

من جهته، قال محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي إنه "باستثناء رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لأنه جديد على الساحة وننتظر منه الأداء ولا نستطيع أن نحكم على تصرفاته من الآن، فإن برهم صالح وعادل عبد المهدي، كلاهما شخصيات مجربة ويتمتعان بسمة عالية ومحترمة لدى جميع القوى السياسية".

واستبعد النجيفي أن "تكون إيران قد فرضتهم أو جاءت بهم، بل أعتقد أن اختيارهم كان موفقا فهم أفضل الموجود الذي يساعد في الوقت الحاضر، لكن أتوقع أن برهم صالح وعادل عبد المهدي عليهما موافقة أمريكية إيرانية، إضافة إلى القبول العراقي".

وأضاف أن "النقطة التي نخشاها هو أن يتم التأثير على عادل عبد المهدي في اختيار وزرائه أو الضغط عليه في اختيار شخصيات غير كفؤة تدخل إلى الوزارات وتمثل أجندات فساد أو تتبع نفوذا أجنبيا، هذه هي المخاوف الآن".

وتابع محافظ نينوى السابق: "إذا نجح عادل عبد المهدي في اختيار وزراء نستطيع أن نثق بهم دون ضغوط وعلى ما يريد هو فأتوقع أن هناك مستقبلا جيدا".

وبخصوص الصراع الإيراني الأمريكي، قال النجيفي: "نحن واثقون أن صالح وعبد المهدي يهتمان للشرعية الدولية وأنهما لا يخرجان عن هذا الإطار، وبالتالي فإن التأثير الإيراني سيكون أقل مما أن تأتي شخصيات لديها ولاء ديني لإيران قد لا تهتم للشرعية الدولية في هذا الميزان".

وتوقع النجيفي أن "يكون ضغطا داخليا. إيران ليست سهلة وهي متنفذة في الداخل العراقي، وبالتالي فإنه ليس من السهل مجابهتها إلا إذا قدمت الولايات المتحدة مصالح أخرى تحاول أن توازن فيه أو تقاتل النفوذ الإيراني".

تحديات العقوبات الإيرانية

من جانبه، قال المحلل السياسي هشام الهاشمي إن "التوافق بين إيران وأمريكا عبر وسطاء بعضهم معروف والبعض الآخر غير معروف، أفضى إلى اختيار الرئاسات الثلاث".

وأضاف أنه "ربما كان هناك خلاف بين كفتي البيت السياسي الشيعي، أيهما أقرب لإيران وأبعد عن أمريكا، وهذا ظهر لنا علنا في البرلمان العراقي"، مشيرا إلى أن "من تم اختيارهم للرئاسات الثلاث ليسوا جنودا عند أمريكا ولا أعداء لإيران".

ولفت الهاشمي إلى أن "التحديات كبيرة أمام الرئاسات الثلاثاء، ولاسيما تحدي الحزمة الثانية من العقوبات الإيرانية، هل ينجحون في أن يستثنوا العراق من أن يكون ورقة بين أمريكا وإيران في هذه العقوبات، أظن أنه ستكون لهم محاولات جادة لاستثناء العراق وإبعاده في أن يكون ميدانا أو ورقة ضغط بيد أحدهما على الآخر".

وبخصوص حديث وزير الخارجية الأمريكي، قال الهاشمي: "أظن أن الرؤساء الثلاثة لم يعط أحد منهم وعدا إلى إيران أو أمريكا يستطيع إنجازه لأي من الطرفين، الفارق كبير بين المسؤول قبل الكرسي وبعد جلوسه على الكرسي. الفرق كبير على مستوى شخصيته وعلى مستوى وعوده والتزاماته".

وعلى الصعيد ذاته، علق السيناتور الجمهوري ماركو ريبو على مقال لصحيفة "واشنطن بوست" ذكرت فيه أن الرؤية ليست واضحة بشأن من المنتصر -أمريكا أم إيران- في اختيار الرئاسات الثلاث بالعراق، قائلا: "هذا المقال خاطئ. والفائز الواضح هو إيران. قائد الحرس الثوري سليماني توسط شخصيا في هذه الصفقة. هذا تطور كبير ومزعج".

من جهته، أيد كبير مستشاري ترامب السابق وليد فارس ما ذهب إليه السيناتور الجمهوري قائلا: "السيناتور ماركو ريبو هو المحق. فوز إيران بالمؤسسات الثلاث في العراق -رئيس البرلمان والرئيس ورئيس الوزراء- واضح. لكن وسائل الإعلام الموالية لإيران في الولايات المتحدة تحاول تسهيل النتائج الدرامية لتضليل الجمهور الأمريكي".

وقبل ذلك، كتب النائب السابق مشعان الجبوري على "تويتر" فقال إن "فوز برهم صالح برئاسة الجمهورية وقبله فوز محمد الحلبوسي برئاسة البرلمان أظهر أن إيران صاحبة النفوذ الأكبر بالعراق ونجحت بإلحاق الهزيمة بكل منافسيها وخصومها مهما أنفقوا من مال عربا كانوا أم أعاجم".

وكان السياسي الكردي برهم صالح، فاز بمنصب رئيس جمهورية العراق، بغالبية أصوات أعضاء البرلمان في جولة ثانية ضد منافسه عن الحزب الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين.

وبعد ساعات من تأديته لليمن الدستورية رئيسا للعراق، كلف برهم صالح عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الجديدة خلال مدة أقصاها 30 يوما. انتهى/خ.

المصدر: عربي ٢١

اضف تعليق