كشفت حركة الاحتجاجات الأخيرة في العراق عموماً ومحافظة البصرة خصوصاً، عن حجم الفساد الكبير الذي يدب في المؤسسات الحكومية كما كشف عن الفشل في تشكيل الحكومة العراقية بعد الانتخابات وما جر الى صراعات انعكست على الوضع الداخلي، وفي هذا الشأن تحدث الكاتب الصحفي علي الطالقاني لوكالة النبأ الأخبار قائلا: ان المشكلة الاساسية في الفساد ليس في عدم وجود أموال، فاينما تذهب تجد واردات الاموال من تحت الطاولة تذهب لجماعات معينة وتزور الجداول والبيانات.

وأضاف ان الدخول على خط الأزمة في البصرة وانتشالها لم يعد طريقا معبدا كما كان يتصور السياسي بأن المشتركات بين المواطنين والاحزاب كثيرة، المواطن البصري لم يكترث لاي أمر حتى وان كانت الرابطة مقدسة ما أو مرجعية دينية أو طائفة. مضيفا ان تشويه صورة السياسي والاحزاب كانت رسالة مبكرة لم تُفهم بشكل جاد لذلك فما وصلت اليه البصرة اليوم تتحمل نتيجته الاحزاب الحاكمة هناك والحكومات المحلية، يبقى الامر مرهون بوعي المواطن الذي عليه ان لايساهم بتخريب ممتلكاته المتمثلة بالمؤسسات الخدمية.

وتسائل الطالقاني ان حرق المؤسسات الحكومية في البصرة كان متوقعاً، أين كان المسؤول قبل ذلك؟ اليس من أوصل الناس الى هذه الحالة أنت أيها المسؤول؟ ألم تعلم ان ذلك سيحصل فلا تلوموا الناس وحتى ماقلتم عنه بالمندسين الم تكونوا انتم من سمح بذلك فتعلمون جيدا ان ماسيحدث لم تسلم منه مؤسساتكم، راجعوا حساباتكم جيدا فلا احد بعد الان يلوم المواطن مهما حصل.

وكشف قائلا في حال استمرار حركة الاحتجاجات في البصرة ستمتد الى ذي قار، المحافظة التي لاتقل أهمية مع وجود حراك جماهيري لايستهان به، بعدها لاتلوموا أنفسكم فانها ستكون ثورة عارمة لاتخمد نيرانها مع وجود حراك سياسي يبحث عن مكاسب عبر الصراعات التي ستستفاد من هذه الفوضى.

وفي اطار ادارة الحراك الجماهيري قال الطالقاني عندما يكون حجم المظاهرات كبير ومؤثر تتعالى الأصوات بتوفير الحماية وتكون المظاهرات مقدسة وعندما يكون عدد المتظاهرين قليل وتأثيره محدود يتم ترهيبهم وتخويفهم.Top of Form

واستدرك، في البصرة طغى العنصر الشبابي على مشهد التظاهرات وهو دليل واضح على حجم السخط الشبابي على الحكومات الهرمة في تفكيرها، فانها لم تحسب حسابها جيدا قبل تفجر تلك الطاقات التي لايوقفها شيء، شباب عاطل عن العمل مستقبله مجهول فماذا تريدون ان يصنع؟ الدول المتحضرة تفتخر بكثرة الشباب واستثمار الطاقات الحيوية.

وتابع إن خوف الشباب من المستقبل كان سبب رئيس يقف خلف اندفاعهم فهم يعانون من النشأة في بيئة غير آمنة من جهة الرعاية. اضافة الى ان العوز والحرمان له دور كبير في ترعرع الشباب وبالتالي سيخلف آثار تفقد الشباب الثقة بالنفس، ومن الاسباب المهمة عدم وجود برامج مستمرة للشباب خلال مسيرتهم، لذلك عدم وجود هدف في حياتهم وعدم وجود رعاية لهم في هذا الاتجاه سيترك اثر نفسي في المستقبل. الحرص والخوف الشديدين من قبل الاهل على الشباب مما يجعلهم بعيدين عن فهم طبيعة الحياة ومشاكلها. في وقت كان من المفترض فيه ان تكون رعاية الشباب والاهتمام بشؤونهم وتعليمهم بطريقة تنسجم مع مرحلتهم العمرية عبر التفاهم والتواصل اليومي. اضافة الى الاهتمام بالشباب يأتي بمشاركة الاهالي ومؤسسات الدولة كل حسب توجهه ودوره في رعايتهم وتمكين الشباب اقتصاديا عبر دعم افكارهم وتنمية مشاركتهم في القطاع الخاص وتنمية الطاقات الابداعية ورعايتها وفهم متطلباتها.

وعن علاقة الحكومة المحلية في البصرة بالحكومة المركزية اضاف الطالقاني قائلا، أحرج محافظ البصرة مجلس الوزراء بمستحقات المحافظة، كان محقا وشجاعاً وجماهير البصرة مطالبين بالوقوف معه ودعمه من أجل استكمال كامل الحقوق ووصولها لأهلها، كانت جلسة بمنتهى الفشل حكومة لاتعلم بمواطنيها اين وكيف يعيشون.

وفي جانب التدخلات الدولية بالشأن العراقي تحدث الطالقاني قائلا، من المبكر القول بأن ايران خسرت اللعبة في العراق عموما والبصرة خصوصاً، فدعوة السيد الصدر الى استقالة العبادي يتضح انها لازالت تلعب بأوراق قوية، وليس من باب العداء بقدر ماهي قراءة، استراتيجيا فهي ستخسر العراق كجرم يدور في فلكها ومهما حاولت ومهما حققت الا ان حلمها بات على النهاية فالمؤشرات واضحة بخصوص ذلك. انتهى/خ.

اضف تعليق