اكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الإرهابيين في حالة انحسار بعد بدء العملية الروسية في سوريا، مؤكدا أن نجاح مكافحة الإرهاب يتطلب توقف الغرب والسعودية وقطر وتركيا عن دعم الإرهابيين.

وقال الأسد في مقابلة مع التلفزيون التشيكي إنه "منذ تشكيل ذلك التحالف (الدولي) توسع داعش وارتفع عدد المنضمين إليه من سائر أنحاء العالم.. على النقيض من ذلك.. فمنذ بداية مشاركة الروس في العملية نفسها المسماة الحرب على الإرهاب، وداعش وجبهة النصرة في حالة انحسار، وكذلك الأمر بالنسبة للمجموعات الإرهابية الأخرى.. هذا هو الواقع.. والوقائع تتحدث عن نفسها".

وأكد أن مكافحة الإرهاب في سوريا تتطلب توقف الغرب ودول المنطقة عن دعم الإرهابيين، قائلا "إذا أردت أن تحارب هذه المنظمات وتهزمها ينبغي أن تقطع عنها الإمدادات والأسلحة والمال والمتطوعين الذين يدخلون إلى البلاد بشكل أساسي عبر تركيا وبدعم من السعوديين والقطريين".

وأضاف أن السلام سيحل في سوريا "عندما تتوقف تلك البلدان التي ذكرتها.. فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والسعودية وقطر وبعض البلدان الأخرى التي تدعم أولئك الإرهابيين عن دعمهم.. عندئذ الوضع سيتغير في اليوم التالي وستصبح الأوضاع أفضل خلال بضعة شهور.. وسيكون هناك سلام شامل في سوريا.. هذا مؤكد".

وبشأن إسقاط القاذفة الروسية في أجواء سوريا من قبل الطيران الحربي التركي قال إن "ذلك أظهر مضي أردوغان في غيه.. بل يمكن القول إنه فقد أعصابه لأن التدخل الروسي غير توازن القوى على الأرض، وبالتالي، فإن فشل أردوغان في سوريا وفشل مجموعاته الإرهابية يعني نهاية حياته السياسية ولذلك أراد أن يفعل أي شيء لوضع العراقيل في وجه أي نجاح، ولذلك فعل ما فعله، لكني لا أعتقد أن ذلك سيحدث أي تغيير في التوازن الحرب ضد الإرهاب مستمرة وستكون المشاركة الروسية الداعمة أقوى رغم أنها قوية في كل الأحوال".

وأكد الرئيس السوري أنه لا يمكن التحدث عن المعارضة بالمعنى السياسي بينما تحمل هذه المعارضة السلاح، وقال "عندما نتحدث عن متمردين أو مقاتلين يحملون البنادق وأي أسلحة أخرى لمهاجمة الشعب السوري أو الجيش السوري وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وما إلى ذلك فإن هذا إرهاب.

وليس هناك تعريف آخر له.. إذا نحن لا نقبل تعبير المعارضة المقاتلة أو المعارضة العسكرية أو "المعارضة المعتدلة" التي تحمل السلاح.. هذه ليست معارضة، بل إرهاب".

وأضاف بهذا الصدد أن "الجانب الآخر من المعارضة هو بالطبع أن تكون وطنية وليست معارضة يتم تشكيلها في فرنسا أو قطر أو السعودية أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، ينبغي أن تكون معارضة سورية تتشكل في سوريا. لدينا معارضة سورية، معارضة سورية حقيقية، أما مدى حجمها أو قوتها فليس مهما".

وبشأن آفاق عملية التسوية أكد الأسد أن العملية السياسية لا بد أن تبدأ مع إلحاق الهزيمة بالإرهاب، موضحا "لم أقل إننا ينبغي أن نفعل ذلك بعد أن نهزمه لأن هزيمته عملية طويلة".

وأضاف: "للعملية السياسية وجهان يتمثل أحدهما في التعامل مع المعارضة السياسية.. والجانب الآخر في التعامل مع تلك المجموعات.. وهي العملية التي نسميها في سوريا عملية المصالحة عندما يسلمون أسلحتهم ويعودون إلى حياتهم الطبيعية وتمنحهم الحكومة العفو"، مشيرا إلى أن العفو سيكون "كاملا إذا عاد الشخص المعني إلى حياته الطبيعية ولا توجه إليه أي تهمة ويكون حرا في أن يعيش حياة طبيعية حياة مسالمة دون قتال ودون حمل السلاح ودون إرهاب الناس.

وقال في ذات الوقت "لكن عندما تتحدث عن داعش أو جبهة النصرة والمنظمات المرتبطة بالقاعدة تجد أنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها والتفاوض مع الحكومة في كل الأحوال".

وأكد الرئيس السوري أنه "خلال 10 سنوات فإن الخيار الوحيد أمامنا هو إلحاق الهزيمة بالإرهاب"، والمحافظة على "المجتمع العلماني وأطيافه المختلفة"، وكذلك "إجراء الإصلاحات في سوريا لتحقيق ما يريده السوريون فيما يتعلق بنظامهم السياسي ومستقبلهم".

وقال الأسد إنه لن يغادر منصبه في الفترة الحالية لأنه "في حالة الحرب ينبغي أن تقوم بواجبك في حماية بلدك، وإلا ستكون خائنا.. وهذا غير مقبول بالنسبة لي أو بالنسبة للسوريين.."، مؤكدا في ذات الوقت أنه سيكون "سعيدا بالتنحي" إذا قرر السوريون ذلك عندما تجرى الانتخابات.

 

اضف تعليق