ليلة سياسية عاصفة عاشها العراق في مباحثات الساعات الاخيرة لاعلان الكتلة البرلمانية الاكبر، فتحالف "البناء والاصلاح" الذي يقوده ثلاثي سائرون النصر الحكمة قابله بعد وقت قليل تحالف "البناء" يقوده محور الفتح ودولة القانون ويضم 147 نائبا بحسب التوقيعات المسربة لنواب انشق بعضهم من كتل وقعت في المحور الاول ما جعل الشارع في ارباك كبير.

اذ قال نواب بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء حيدر العبادي إنهم شكلوا تحالفا سيمثل الكتلة الأكبر في البرلمان.

وقال تكتل آخر منافس بقيادة هادي العامري، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي إنه شكل تحالفه الخاص الذي سيكون الكتلة الأكبر في البرلمان بعد انضمام بعض النواب في أعقاب انشقاقهم على التحالف الآخر.

والعامري والمالكي هما أبرز حليفين لإيران في العراق. وينظر إلى العبادي على أنه المرشح المفضل للولايات المتحدة بينما يصور الصدر نفسه على أنه قومي يرفض النفوذ الأمريكي والإيراني.

ويتكون مجلس النواب العراقي من 329 مقعدا ومن المقرر أن ينعقد للمرة الأولى يوم الاثنين لانتخاب رئيس جديد للبرلمان وإطلاق عملية تشكيل الحكومة.

وتحمل الحكومة الجديدة على عاتقها مهمة إعادة بناء البلاد بعد حرب استمرت ثلاث سنوات مع داعش الوهابي فضلا عن الحفاظ على علاقات متوازنة مع البلدين الخصمين، إيران والولايات المتحدة، وهما أكبر حليفين للعراق.

وأثار عدم اليقين إزاء تشكيل حكومة جديدة التوتر في وقت يزداد فيه غضب الناس من عدم توفر الخدمات الأساسية وارتفاع معدل البطالة وبطء وتيرة إعادة الإعمار في أعقاب الحرب مع داعش.

وأدت إعادة فرز الأصوات إلى تأخير لمدة ثلاثة أشهر لكنها لم تسفر عن تغيير كبير في النتائج التي كانت أعلنت في البداية إذ حافظ تحالف سائرون على الصدارة بحصوله على 54 مقعدا.

وظلت كتلة الفتح المؤلفة من فصائل الحشد الشعبي في المركز الثاني بحصولها على 48 مقعدا. كما ظلت كتلة العبادي في المركز الثالث بعد نيلها 42 مقعدا. وجاءت كتلة المالكي في المركز الخامس بعدد 25 مقعدا.

وأظهرت وثيقة نشرتها وكالة الأنباء العراقية أن تحالف الصدر والعبادي يضم 187 نائبا من 20 قائمة انتخابية. وأصبح هذا التحالف في موقع يتيح له تشكيل الحكومة المقبلة.

ويضم التحالف ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي نائب الرئيس وتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم بالإضافة إلى عدد من النواب السنة ونائب لكل من التركمان والإيزيديين والصابئة والأقليات المسيحية.

وعقد العامري والمالكي مؤتمرا صحفيا في وقت متأخر يوم الأحد لإعلان أن لديهما أكبر كتلة برلمانية تضم 145 مقعدا.

ولم يضم أي من التحالفين الحزبين الكرديين الرئيسيين مما يمنحهما دورا هاما طالما لعباه على مر التاريخ إذ أنهما يملكان سويا 43 مقعدا سيمنحون أي تحالف ينضمون إليه ثقلا عدديا كبيرا. انتهى/خ.

اضف تعليق