مدينة الصدر الحي الشعبي ذو الكثافة السكانية الأعلى في العاصمة بغداد هو اليوم نسخة مصغرة عن العاصمة الهندية نيودلهي بعد هجوم متعدد المحاور لــ (التوك تك)، فالشوارع الرئيسية اختفت فيها سيارة الأجرة الصفراء، بينما تكثر فيها الحوادث المرورية فهواة التوكتك أغلبيتهم مراهقة وأطفال لم يتجاوزوا السن القانوني.

(التوك تك) وسيلة نقل بسيطة "صنعت في الهند" وهي مركبة نارية ذات ثلاث عجلات، تستخدم غالبا كوسيلة للتنقل بالأجرة يشاع انتشارها في الإحياء الشعبية ذات الأغلبية الفقيرة.

رغم أن التوك تك وفرت واختصرت الكثير من الجهد والوقت بالنسبة لسكان مدينة الصدر بسبب صغر حجمها الذي مكنها من التحرك بسهولة بين أزقتها الضيقة ألا أنها شكلت بعد زيادة إعدادها داخل المدينة مشكلة أربكت حركة السير وفاقمت من حجم الحوادث المرورية والعشائرية فيها.

يبين احمد خليل صاحب محل أسواق في سوق الأولى اكبر أسواق المدينة، أنها "أنهكت الأرصفة إضافة لعدم الوقوف في الأماكن المخصصة والتجمهر أمام الأسواق، ولّد حالة إرباك وزحاماً". منوهاً إلى ضرورة أن يخضع التكتك إلى شروط وتعليمات المرور العامة.

فيما شكا سائق (الكيا) كرار حسين: من سائقي الـ(توك توك) مبيناً أن اغلبهم من المراهقين الذين لا يلتزمون باسط قواعد المرور وحتى الذوق العام. مضيفاً: وفي بعض الأحيان يتصرفون بشكل غير لائق معرضين أنفسهم والمشاة ومستقلي السيارات الأخرى للخطر.

الملاحظ لمقتني (التكتك) هم من الأطفال والمراهقين ممن لا يجيدون مهارة القيادة ويمارسونها وفق المجازفة والهواية الامر الذي زاد من الحوادث المرورية جراء تهور سواقها.

وتؤكد سناء وليد ممرضة في مستشفى الصدر العام بان "حوادث التكتك زادت في الآونة الأخيرة حيث تصلهم مابين (3-4) حادثة يوميا ً سببها تكتك، وقيادة متهورة بعض الحالات خطيرة، وبعضها تنتهي بفصل عشائري بحسب قولها.

وزارة الصحة من جانبها، أعلنت أمس السبت، استقبال طوارئ مستشفى الإمام علي(ع) العام في مدينة الصدر 165 حالة لحوادث الدرجات النارية و(التك توك) والستوتة خلال شهر اب المنصرم.

ونقل بيان الصحة عن مدير المستشفى جواد الموسوي، قوله، إن "طوارئ مستشفى الامام علي العام لتابع لصحة بغداد الرصافةـ استقبلت 165 مصابا بحوادث الدرجات النارية والتوك توك والستوتة حسب احصائية شعبة الطوارئ خلال شهر المنصرم"، مبينا ان "هذا النوع من الحوادث بتزايد مستمر وذلك لانتشار هذا النوع من العجلات في الشارع مؤخرا".

وأوضح مدير شعبة الطوارئ عبد علي كاظم، بحسب البيان، ان "اغلب أعمار المصابين تتراوح بين 13-20 سنة فأكثر وتراوحت إصابة اغلبهم بين الخطرة والمتوسطة في حين النسبة القليلة منهم إصابتهم بسيطة"، مشيرا الى ان "مصابي هذه الحوادث يأخذون وقت طويل نسبيا في علاجهم الذي يكون على مراحل متعددة لحين اكتسابهم الشفاء التام".

النزاعات العشائرية في المدينة جانب اخر أشعل فتيلها (التكتك) فتجمهر مجموعة من (التكاتك) عند جدار احد الدور اوقد نار حرب بين عشيرتين لم ينتهي الصراع فيها حتى الان رغم سقوط أكثر من ثلاث جرحى احدهم في حالة خطرة.

وبحسب الشيخ رافع الخزعلي احد وجهاء المدينة ان "الشهر الماضي شهد سبع جلسات عشائرية سببها ( التكتك) بين حالات دهس وأخرى تجاوز على احد البيوتات وسرقة لأخرى، الامر الذي دعا وجهاء حي الصدر إلى سن عرف عشائري يقضي بتسليم صاحب التكتك المخالف لسلطة القانون".

مديرية المرور العامة أقرت بتسجيل اكثر من ( 22928) دراجة نارية في بغداد فيما اعلنت أن العدد الكلي لوجودها بلغ (133846) دراجة نارية في العراق عموماً.

لكنها حددت وفق بيان رسمي إلية تسجيل الدراجات النارية في بغداد والمحافظات كافة وفق سياقات معينة بغية تقويض انتشارها وزيادة إعدادها آذ أكدت على ضرورة حصول صاحب الدراجة النارية على رخصة القيادة (إجازة سوق فئة ( ز ) فيما أعلنت عن تطبيق قانون المرور رقم (86) لسنة 2004 والقاضي بمنح الإجازة تلك وفق شروط معينة أهمها.

1- ان يكون قد اكمل (16) عام من عمر المتقدم.

2- ان لا يكون قد صدر بحقه حكم قضائي.

3- ان تؤيد لياقته الصحية من قبل لجنة طبية متخصصة تعينها وزارة الصحة.

4- ان يجتاز الاختبار الفني.

5- ان نفاذ اجازة السوق لمدة (5) سنوات. انتهى/خ.

سوزان الشمري/ بغداد

اضف تعليق