انتقد تربويون قرار وزارة التربية الأخير القاضي بمنح الطلبة الراسبين بالغش فرصه أعادة الامتحانات للدور الثاني، معتبرين بأن "القرار مؤامرة تربوية كبرى لتدمير التعليم والإيقاع بالجامعات في الفخ ومنعها من تحقيق أهدافها عن طريق دفع مخرجات تربوية غير مؤهله".

اذ اعلنت وزارة التربية، الخميس الماضي، عن السماح للطلبة الراسبين بسبب الغش باداء امتحان الدور الثاني.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت وكالة النبأ للاخبار نسخة منه، ان "هيئة الرأي في وزارة التربية قررت السماح للطلبة الراسبين بالغش بأداء الامتحان في مواد الغش في الدور الثاني تقديراً لظروف العراق الاستثنائية".

كوادر تدريسية أبدت امتعاضها من قرار وزارة التربية بالتزامن مع انطلاق امتحانات الدور الثاني للدراستين المتوسطة والإعدادية اليوم السبت 1 ايلول الحالي.

اذ يقول التدريسي خالد رحيم: ان "الدولة بدأت تشرعن لقضية خطيرة فيها انتهاك لحقوق المجتمع، وتسمح للطالب المكمل او الراسب بسبب الغش إعادة الامتحان حاله حال المكملين بدلاً من فصله لتكون عقوبة رادعة"!

وتسائل رحيم: "ما جدوى هذا القرار؟ هل فيه تحسين لسلوك او ارتقاء بمستوى؟ ام انه مجرد شكر وعرفان للغشاشين؟".

وأضاف متسائلاً"، ماذا لو أصبح هذا الطالب (الغشاش) مهندساً في المستقبل؟ هل يستقيم بناء وتعمر الأوطان ؟ وهل نأمن على أنفسنا من مخرجات عمله؟".

فيما طالب تدريسي متقاعد وزارة التربية ببيان سبب إصدارها مثل هذا القرار التربوي الذي وصفه بـ "المؤامرة الكبرى ضد التعليم الذي يسعى إلى إيقاع التعليم الجامعي بفخ مخرجات فاشلة".

وقال الدكتور محمد الربيعي أكاديمي في وزارة التعليم العالي عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك تابعتها وكالة النبأ للإخبار: أن "هناك مؤامرة تربوية كبرى لتدمير التعليم والإيقاع بالجامعات في الفخ، ومنعها من تحقيق اهدافها عن طريق دفع مخرجات تربوية ناقصة التربية والتعليم".

وأضاف، أن "وزارة التربية مصرة على رمى مخرجاتها وما يحملونه من ضعف تأهيل وتعليم وتدريب وانعدام للتفكير النقدي وللقابليات المهارية على أبواب الجامعات بينما يطلب المجتمع والسوق من هذه الجامعات تحقيق مهمة شبه مستحيلة وهي تدريبهم وتأهيلهم وجعلهم أطباء وصيادلة، ومهندسين، وتربون، ولغويين، ومؤرخين، وصحفيين كفوئين".

من جهة أخرى طالب تدريسي أخر بأجراء عقوبة رادعة لطلبة الغش لافتاً إلى ان "الغش يعتبر من الجرائم المخلة بالشرف مستذكراً بقرار سابق تم تنفيذه في زمن ترئس علي الأديب لوزارة التعليم العالي والقاضي بأن يكتب بجانب اسم الطالب الغاش عند طلب الوثيقة او تأييد تخرج بأن تضاف عبارة (السيئ الصيت) بجانب اسم المتخرج الغاش، وكانت طريقة مشجعة لتجنب الغش".

بغداد/ سوزان الشمري

اضف تعليق