يعتبر شارع الرشيد من أقدم واجمل الشوارع في بغداد، واكثرها شهرة خصوصا وانه اصبح محط لانظار كل من يزور العاصمة، يعرفه كل العراقيين لكنهم لا يعلمون بسر الشارع الغائب الحاضر.

يتميز شارع الرشيد بسر الرقم اربعة فالشارع الذي افتتح في بدايات القرن الماضي يقطعه ٤ جسور  هي (الشهداء، الاحرار، السنك، الجمهورية)، ويمر باربع ساحات هي (الميدان، الرصافي، حافظ القاضي، الغريري)، وطوله يبلغ حوالي (4) كيلو مترات، وفيه: (4) جوامع كبيرة هي (الحيدرخانة، مرجان، سيد سلطان علي، حسين باشا) و(4) اسواق تاريخية  هي (السراي، العربي، الصفافير، الهرج)، و(4) بنوك اساسية (المركزي، الرافدين، الرشيد، الزراعي)، و(4) دور سينما، (النجاح، الوطني، الزوراء، الخيام)، و(4) مسارح هي (الرشيد، الشعب، علاء الدين، عشتار)، وفيه (4) من اشهر عمارات بغداد هي (الرصافي، البهبهاني، بدالة السنك، المطعم التركي) وفي شارع الرشيد تقع أشهر (4) أماكن فريدة من نوعها في العراق ويعرفها الصغير والكبير وهي (الشورجة وشارع المتنبي وخان مرجان وأخيراً المتحف البغدادي).

افتتح الشارع يوم 23 تموز 1916 وهو يوم اعلان الدستور وكان يمتد من الباب المعظم الى منطقة السيد سلطان علي وسمي أول الأمر باسم ”خليل باشا جادة سي” اي (جادة خليل باشا) و(الجادة العامة) أو (الجادة) اختصاراً وسمي ايضا (شارع هندنبرغ ).

وفتح شارع الرشيد في البداية من منطقة باب المعظم إلى جامع سيد سلطان علي، وكان الشارع عبارة عن سوق مسقف من ساحة الميدان إلى ساحة الرصافي ويعتبر هذا الشارع هو موقع عسكري قريب من الثكنة العسكرية العثمانية (القشلة) حيث يخرج الجيش من منافذ قريبة من القشلة حتى يواكب المعركة (الحرب العالمية الأولى 1914) في هذه الأثناء كان الجيش البريطاني داخل مدينة الفاو بالبصرة.

وفي هذا الوقت تم تعيين خليل باشا والياً على بغداد وقائداً للجيش السادس العثماني سنة 1916، فنفذ فكرة فتح شارع الرشيد حينها لم يكن يسمى شارع الرشيد وأنما كان مجرد طريق أو ممر للجيش العثماني وكان مدير البلدية في هذا التاريخ السيد رؤوف الجادرجي.

يذكر ان شارع الرشيد هو أول شارع يعبد في العراق وبدأ كمركز تجاري وثقافي وترفيهي. ويتذكر من بقي على قيد الحياة من البغداديين ان (امانة العاصمة) كانت قبل اكثر من نصف قرن تغسل شارع الرشيد بخراطيم المياه والمنظفات مساء كل يوم، بعد ان يخلو من السيارات والسابلة، كانت لشارع الرشيد واسطة نقل هي سيارات الشيفروليه الفارهة بلونها الأبيض فقط، وعلامة على الزجاجة الخلفية من السيارة تبرز تفردها بنقل الركاب من منطقة القصر الأبيض نزولاً بالباب الشرقي فشارع الرشيد حتى منطقة الباب المعظم وبالعكس، وكانت الأجرة آنذاك 50 فلسا فقط.

وكان يمنع على السيارات غير الأنيقة والشاحنات المرور بالشارع نهائياَ، أما حافلات مصلحة نقل الركاب فلا تنطلق صباحاً إلا بعد أن يصعد إليها مسؤول النقل، ليتأكد من نظافة المقاعد، وهو يلامسها براحة يده، فالحافلات رقم 4 الشهيرة تغسل صباحا قبل أن تمر بشارع الرشيد". ويمتاز الشارع برواق مخصص للمشاة يحميهم من المطر واشعة الشمس. انتهى/خ.

اعداد: خالد الثرواني

المصدر: فيسبوك، عراقيبيديا

اضف تعليق