ذكرت مجلة "تايم"، إن تحركات السعودية الخارجية باتت مصدر قلق للمجتمع الدولي، ولا يمكن التنبؤ بها، من احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، إلى قطع العلاقات وحصار قطر العام الماضي، والحرب المستعصية في اليمن.

وقالت المجلة انه حان الوقت ان تدرك الحكومات الغربية التي تجرؤ على انتقاد سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، انها ستفقد مليارات الدولارات من الصفقات التجارية المربحة، كما أن رسالة السعودية الجديدة إلى العالم ان الرياض جادة في رفض الانتقادات لشؤونها الداخلية وما يهمها هو أن الرسالة ستسمع بصوت عال وواضح في جميع أنحاء العالم.

واضافت، شعرت كل من السويد في عام 2015 وألمانيا في عام 2017 بغضب سعودي مماثل عندما انتقدوا حقوق الإنسان في المملكة، وتم استدعاء السفراء الأوروبيين مؤقتا وتم تعليق بعض الصفقات التجارية.

واوضحت المجلة "لكن النظام السعودي الجديد يأخذ الخلاف الدبلوماسي مع كندا إلى مستوى آخر بالكامل، بطرد السفير الكندي، ووقف صفقات تجارية واستثمارية جديدة، وتعليق رحلات الخطوط الجوية السعودية إلى كندا، وإزالة الحيازات الحكومية لجميع الأصول والسندات الكندية في محفظتها المالية، وإعادة المرضى السعوديين من المستشفيات الكندية، وإجبار نحو 15000 طالب سعودي في كندا على العودة او الحصول على ترتيبات بديلة في الخارج، مع استدعاء ما يقرب من 800 طبيب سعودي يتدربون في مجال الرعاية الصحية الكندية للعودة إلى ديارهم. كل هذا في أقل من أسبوع منذ أن كتبت وزارة الخارجية الكندية تغريدة تنتقد سجل حقوق الإنسان في السعودية".

إذا كان الخلاف مع قطر هو إشارة إلى أين تسير الأمور مع كندا، فإن السعودية لن تترك مجالًا للتسوية، لقد جعل التلفزيون الرسمي السعودي بالفعل من كندا البلد الذي يتمتع بسمعة الترحيب بالأقليات والمهاجرين، بمثابة منارة للظلم العالمي. كل هذا المس بسمعة البلد يأتي من نفس قواعد اللعبة المستخدمة ضد قطر.

وتساءلت المجلة ما التالي؟ فبعد عدم استقالة وزير خارجية كندا، وستجري كندا انتخابات في أكتوبر 2019، وحتى ذلك الحين، يتوقع المزيد من التصعيد السعودي، ومن ناحية أخرى صمتت الولايات المتحدة التي تتقاسم كندا معها أطول حدود ، فإن غياب الدعم الدبلوماسي لكندا من حلفائها التقليديين أمر مذهل.

في أي وقت آخر من التاريخ، كانت كندا تتوقع من الولايات المتحدة أن تأتي للدفاع عن الكنديين والقيم الديمقراطية الليبرالية التي يفترض أنهم يتقاسمونها، لا نعرف ما إذا كانت الرياض قد قامت بتحرّك دبلوماسي مع واشنطن قبل طرد سفير كندا، لكن الصمت المطبق من البيت الأبيض حول المسألة يوضح أن الولايات المتحدة لا تهتم بعلاقة ثنائية تقليدية مع كندا.

في الواقع، ربما كانت تستمتع بفكرة أن كندا تتعرض للتنمر من قبل السعوديين وبعد قطر واليمن الآن أصبحت كندا في نيران سعودية، يبدو واضحا أن المملكة سترسل موجات صادمة في الأوساط الدبلوماسية لسنوات قادمة. انتهى/خ.

اضف تعليق