واصل متظاهرو مدينة المثنى، لليلة الرابعة على التوالي، المبيت أمام مجلس المحافظة، وعلى الطرقات الفرعية المؤدية إلى دوائر الصحة والبلدية، بينما يحاصرهم عشرات الأفراد من "جهاز مكافحة الشغب" كطوقٍ أول، وعجلات أمنية كطوقٍ ثان، وسيارات إسعاف وأخرى تابعة لدوائر السجون، في حال حدوث أعمال عنف أو اعتداء.

وتدخل احتجاجات المثنى أسبوعها الرابع، مطالبة بتوفير الخدمات العامة من الماء والكهرباء والتخلص من ظاهرة الفساد الاداري والمالي والتخلص من ظاهرة البطالة التي تجتاح المجتمع العراقي وتوفير فرص للخرجين والعاطلين عن العمل، في محافظات البلاد الديوانية، بابل، النجف، البصرة، الناصرية، كربلاء، بغداد، فيها اتجه المتظاهرون إلى المبيت في الشوارع وأمام مباني المؤسسات والدوائر الحكومية، في إشارة إلى حجم الإهمال الذي يتعرضون له من قبل الحكومات المحلية والمركزية.

وقال ناشط مدني من محافظة المثنى، مصطفى المحيرجاوي، إن "التظاهرات السلمية، على مدى ثلاث سنوات، أثبتت فشلها مع الحكومة، فالحكومة تشعر بالاطمئنان حين نهتف بأن التظاهرات سلمية وتتراخى في التعاطي مع مطالبنا، وهي في الأصل تمثل حقوقنا كبشر نريد العيش ضمن حياة كريمة من دون ذل أو نقص".

واضاف ان "عدداً من ناشطي المثنى اتفقوا على الثبات والبقاء في ساحات الاحتجاج والتظاهر، والمبيت فيها ليلاً”، معتبراً أن “ليالي المثنى لا تختلف، سواءً كنا في البيوت أو في الشوارع، كلاهما يعاني من نقص الخدمات وانقطاع التيار الكهرباء، فضلاً عن تردي خدمة الإنترنت".

واشار المحيرجاوي الى أن "كبارا في السن بأعداد جيدة شاركونا المبيت، والكثير من الخيرين رفدونا بمياه الشرب والأكل، وتركونا، ما يعني الجماهير المحتجة تشترك معنا في المبيت، ولكن الأسباب الشخصية تمنعهم عن ذلك".

واعتبر أن "الحوار مع الحكومة يعني المماطلة، ونحن لا نريد ذلك، نريد تحقيق مطالبنا، قبل أن يتم التصعيد إلى ما هو خطير، فالكثير من الناس يتحدثون عن اشتباك مع قوات الأمن والسيطرة بالكامل على المباني الحكومة".

بدوره، قال المسؤول المحلي، وسام جدوع، إن "تأييد المرجعية الدينية في النجف لمطالب المتظاهرين وتوبيخ الحكومة ومسؤوليها الاتحاديين، عزز موقف الاحتجاجات ودعمها بشكل مباشر، وهذا الأمر يعد إيجابياً".

واضاف أن "التظاهرات في الجنوب لن تتوقف حتى تتحقق المطالب، وعلى الحكومة الإسراع في معالجة الأخطاء السابقة، لأن سقف المطالب للمتظاهرين يرتفع يوماً بعد يوم"، مبيناً أن "عددا كبيرا من رجال الدين يشاركون المتظاهرين المبيت على الطرقات".

واشار الى أن "التظاهرات قد تستمر إلى أسابيع أخرى، ما قد يؤثر على عملية تشكيل الحكومة الجديدة، لاسيما وأن موعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية بات وشيكاً. وأعضاء في مجلس محافظة المثنى يقفون إلى جانب المتظاهرين بسلمية".

وبحسب مصدر قضائي من محكمة جنايات المثنى، فإن "أكثر من 10 متظاهرين لا يزالون محتجزين منذ أسبوعين، على خلفية خروجهم في الاحتجاجات، لم يتم الإفراج عنهم مع الدفعات التي أطلق سراحها، وينتظرون محاكتهم بتهم متفرقة، أبرزها المساس بأمن الدولة، والاعتداء على الممتلكات العامة، والقيام بأعمال شغب". انتهى/م.

اضف تعليق