اقترضت دولة جيبوتي من الصين أكثر مما تستطيع تسديده، وربما تضطر لتسليم أصول إلى بكين مثلما فعلت سريلانكا العام الماضي، وهو أمر يقلق واشنطن التي تحتفظ بقاعدة عسكرية رئيسية لها هناك.

وعلقت مجلة فورين بوليسي الأميركية بأن الصين مستمرة في إقراضها الدول النامية، الأمر الذي دفع محللين إلى التحذير من مصائر الدول الصغيرة التي تقترض أكثر ما تستطيع تسديده، والفرص الإستراتيجية التي تنفتح أمام الصين نتيجة لذلك.

وأصبحت "مبادرة الحزام والطريق" الهادفة إلى إحياء وتوسيع طريق الحرير الصيني القديم للتجارة أهم ركن في السياسة الخارجية الصينية منذ 2013، فبموجبها يتمدد النفوذ الصيني بشكل ناعم وبثبات.

نتائج مالية مزعزعة

ووفقا لتقرير أصدره مركز التنمية العالمية الأميركي في نيويورك، فإن الدول المشاركة في المبادرة -وعددها 68 دولة- تقع في إغراء مشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تكون لها نتائج مالية مزعزعة، وهناك حاليا ثماني دول من جملة الدول المعنية تواجه مستويات غير مستدامة من الدين، بينها باكستان والمالديف.

وميناء دورالي متعدد الأغراض -الذي اكتمل بناؤه العام الماضي- هو من بين المشاريع الصينية العملاقة التي تحمست لها جيبوتي وتعاقدت عليها مع بكين.

ومن المتوقع أن تبلغ ديون جيبوتي 88% من جملة ناتجها المحلي البالغ 1.72 مليار دولار، وأغلبها ديون للصين، وربما تواجه هي الأخرى احتمال تسليم الصين بعضا من أصولها لتسديد دينها.

مصير قاعدة ليمونير الأميركية

ومضت مجلة فورين بوليسي في ذكر نتائج المبادرة الصينية بجيبوتي، محذرة من أن تتمدد القاعدة العسكرية الصينية الوحيدة هناك على حساب القاعدة العسكرية الأميركية الرئيسية في أفريقيا، وهي قاعدة ليمونير بجيبوتي التي تبعد عنها 9.5 كيلومترات فقط وتؤوي نحو أربعة آلاف جندي أميركي.

ونسبت المجلة إلى مراقبين وعسكريين أميركيين قولهم إنهم قلقون من احتمال أن يتم الضغط على جيبوتي لتسليم الأرض التي أقيمت عليها قاعدة ليمونير الأميركية إلى الصين.

وأوردت أن عضوي مجلس الشيوخ الأميركي جيمس إنهوفي، ومارتن هينريش -من لجنة القوات المسلحة بالمجلس- كتبا في مايو/أيار الماضي إلى مستشار الأمن القومي جون بولتون أن الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة يبدو راغبا في بيع بلاده لمن يدفع أكثر "الأمر الذي يهدد المصالح الأميركية في جيبوتي".

وتطرقت المجلة إلى الأهمية الإستراتيجية لجيبوتي بإطلالها على البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وجوارها لليمن والصومال وشبه الجزيرة العربية، وكونها في القرن الأفريقي وشرق القارة الأفريقية. انتهى/خ. 

اضف تعليق