سوزان الشمري

تنأى بساتين الدورة عن نفسها بعد ان طالتها جرافات الاستيطان، حالها كحال العديد من البساتين والمساحات الخضراء في العاصمة بغداد، وعدد من المدن والمحافظات، فمقولة بلد المليون نخلة باتت في خبر كان تحت وطأ’ جرافات الجهات المتنفذة والمتسلطة بقوة السلاح، بحسب جهات شعبية ورسمية.

اذ كشفت دائرة بلدية الدورة، عن حقائق خطيرة حول قيام جهات بحرق وتجريف البساتين والاراضي الزراعة بالمنطقة وتحويلها الى أراضي سكنية خلاف القانون.

وقال مدير عام دائرة بلدية الدورة محمد هاتف في تصريحات اعلامية تابعتها وكالة النبأ للأخبار، ان "جميع كوادر البلدية بما فيهم رئيس قسم التجاوزات والكادر المتقدم وأذرع البلدية يتعرضون جميعاً الى تهديدات بالقتل ولدينا شكاوى لدى القضاء ومراكز الشرطة بشأن تلك التهديدات".

وأضاف، "في احدى الجولات الميدانية مع القوات الأمنية تعرضنا الى هجوم بقنبلة يدوية والرمي بالأسلحة والحجارة".

استياء شعبي واسع، ومطالبات متزايدة وصلت للجهات الرسمية من قبل مواطنون استنجدوا لمنع جرف البساتين لكن لا حياة فيمن تنادي، فالمطالبات جوبهت بصمت حكومي، مقابل سيطرة جهات متنفذه تصنف بالميلشاوية في عملية التجريف، وتحويل تلك البساتين من مساحات زراعية الى سكنية.

يقول المواطن ابو عبد الله من سكنة منطقة الدورة "ان جهات يقال عنها تابعة لأحدى الاحزاب السياسية سيطرت وبلغة القوة على مساحات واسعة من البساتين، مشيراً الى انها "تباشر بين فترات متعاقبة عملية تجريفها لتحويلها لأراضي سكنية تمهيدا ً لبيعها".

ويضيف ابو عبد الله "ناشدنا البلدية ،ووزارة الاعمار ،والجهات المسؤولة في محافظة بغداد لكن لم تلقى شكوانا أي ردة فعل او استجابة".

فيما يقول عمر كمال، أحد سكنة الدورة ان "تلك البساتين كانت قبل ان يطالها الارهاب المساحة الخضراء الواسعة للدخول للعاصمة من الوافدين اليها".

وأضاف لوكالة النبأ للأخبار، ان "جرف البساتين حالة سلبية تؤثر على مناخ المدينة والاقتصاد المحلي ولكن ليس باليد حيلة ازاء الصمت الحكومي وسيطرة الاحزاب والمليشيات عليها".

القانوني حيدر داود، اكد ان "تجريف البساتين عمداً وتحويل المساحات المزروعة بالنخيل الى عرصات سكنية، هو عمل ممنوع وفق القانون الا ان "حالة الفوضى السياسية السائدة وتفشي الفساد الاداري والمالي من الاسباب التي ادت الى شيوع ظاهرة احراق البساتين بشكل متعمد وتجريفها بقصد تغير نشاطها الى عقاري والحصول على ارباح سريعة".

واضاف داود "تلك العمليات لا تتم بشكل اعتبطي وانما بخطط ممنهجة تورط فيها مسؤولين كبار، تهدف الى اخراج مزارع وبساتين العراق من التصنيف الزراعي الى تصنيف الارضي البور، حيث يسهل شراءها من الدولة او الجهات المعينة لإقامه مشاريع سكنية او استثمارية".

نائب محافظ بغداد جاسم موحان البخاتى اقر بوجود جهات متنفذة في الدولة تضطلع بعملية تجريف البساتين ويوفرون الغطاء القانوني لتوزيع هذه الأراضي وتدميرها وتغيير ديموغرافيتها"، لكن دون حلول يطرحها في موجهة تلك الازمة.

وكانت منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد تشتهر بالبساتين الكثيفة والمناطق الزراعية الخضراء، لكن في السنوات الاخيرة شهدتً تجريفاً وحرقاً كبيراً لها وتقسيمها الى مناطق سكنية تسمى بالـ (الزراعية) أنشأت خلاف القانون والتصميم الأساسي للعاصمة بغداد.

فيما كشفت المصادر عن تلف نحو 8 الالف هكتار مزروعة من النخيل داخل بغداد وحزامها الشمالي والجنوبي، اضافة الى ما يجري من اعدام للنخيل في البصرة وديالى والنجف وكربلاء خلال الفترة القليلة الماضية.

اضف تعليق