قالت خبيرة أمريكية في مجال العلاقات عبر الأطلنطي، إن العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وأوروبا، تمر بمرحلة "صعبة" في وقت تلوح فيه نذر الحرب التجارية والخلافات السياسية.

وأضافت فرانسيس بورويل، وهي باحثة بارزة في مجلس الأطلنطي، وهو بيت خبرة أمريكي، خلال مقابلة مع (شينخوا) مؤخرا، إنه من الصعب حاليا توقع مستقبل هذه العلاقات.

وشهدت علاقات الولايات المتحدة مع أوروبا، حليفها التقليدي، تذبذبا، منذ تولي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب منصبه في 2017، حيث دأبت واشنطن على انتقاد أوروبا فيما تصفه "بممارسات تجارية غير عادلة"، وسط خلافات بين الجانبين حول قضايا أبرزها تغير المناخ والاتفاق النووي الإيراني.

ومنذ الأشهر الأولى لتسلمه الرئاسة، بدأ ترامب فعلا التذمر من واردات السيارات من ألمانيا، وإلقاء اللوم على الآخرين أينما وجدت حالة "خلل بالميزان التجاري" للولايات المتحدة، حسب قول الخبيرة بورويل.

وأضافت هذه الخبيرة أن الأمر كان أشبه "بكثير من النباح بلا عض".

ولكن الآن، "أصبح العض ربما أقوى من مجرد النباح"، حسبما ترى الخبيرة بورويل.

في الآونة الأخيرة، أحدث ترامب صدمة للنظام التجاري العالمي من خلال فرضه رسوما جمركية عالية على جميع واردات الحديد الصلب والألمنيوم متحججا "بذرائع تتعلق بالأمن القومي"، ومنها الواردات القادمة من حلفائه بالاتحاد الأوروبي . وحاليا، تفكر واشنطن في عمل نفس الشيء مع واردات السيارات.

إن ربط الخلافات التجارية مع "تهديدات الأمن القومي" أمر "معقد جدا" يصعب تماما على الأوروبيين فهمه، حسبما تعتقد بورويل التي عملت ذات مرة مديرة لبرنامج(مجلس) العلاقات عبر الأطلنطي ، وهو بيت خبرة مقره واشنطن.

دبلوماسية أم وعود انتخابية

ترى الخبيرة بورويل أن القمة المقبلة للناتو، يومي 11 و12 يوليو الحالي، في بروكسيل، حيث سيجتمع زعماء من 29 دولة بهذا الحلف الأمني، يمكن أن تكون فرصة لترامب ليصلح العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين.

ومما لا شك فيه أن النفقات الدفاعية ستكون من بين القضايا الرئيسية للقمة. لقد ظل ترامب ينتقد دول الناتو التي يقول إنها لا تلبي معدل الإنفاق المحدد بـ2% من إجمالي الناتج المحلي.

قالت الخبيرة "اعتقد أن معظم الدول يمكنها الوفاء بهذا المعدل بحلول عام 2024".

رغم ذلك، قالت بورويل في مقابلتها مع ((شينخوا)) إن ما يقلقها فعلا هو قضايا "لا تتعلق مباشرة بالناتو"، وخاصة "منذ أن انتهت قمة مجموعة السبع، بالصورة التي انتهت عليها".

يذكر أنه وسط انتقادات من ألمانيا وفرنسا ، بادر ترامب بشكل غير متوقع إلى سحب اعترافه بإعلان مجموعة السبع، الصادر عن قمة المجموعة في كندا أوائل يونيو، بعد أن أطلق ترامب وصفا على رئيس وزراء كندا، جستن ترودو، بأنه "غير نزيه أبدا وضعيف".

بالنسبة للخبيرة بورويل، فهي ترى أن فهم ترامب للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، يختلف تماما عمن سبقوه، وتؤكد على أنه "ينبغي علينا أن نفهم أن الكثير من الأشياء التي يقولها ترامب، تكون موجهة لقاعدته (الانتخابية) الداعمة له".

وفي الوقت نفسه، تعتقد بورويل أن ترامب له وجهة نظر شخصية بحتة حول السياسات الدولية، وتقول "إن ترامب يرى نفسه رجل صفقات، وأن صفاته الشخصية كفيلة بإتمام أي صفقة."

ولكن، عندما يتعلق الأمر بأوروبا، فالأمور تعتمد كثيرا على الدساتير، وليس الاجتهادات الشخصية.

ولكن من الواضح أن ترامب معجب بنفسه وباجتهاداته الشخصية، وهذا يوضح سبب عدم ارتياحه للتعامل مع أوروبا، حسب رأي الخبيرة.

وعلى ضوء مزاج ترامب غير المتوقع، تعتقد الخبيرة أنه من الصعب فعلا القول ما إذا كانت هناك "لحظات للمصالحة" ستتهيأ خلال اللقاءات الرفيعة المستوى في قمة الناتو المقبلة.

وتختتم حديثها قائلة "في هذه النقطة، لا يمكننا معرفة مآلات الأمور".انتهى/س

اضف تعليق