شهد بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة قم المقدّسة، يوم الجمعة الثامن من شهر شوال المكرّم 1439للهجرة (22/6/2018م)، ذكرى الفاجعة السوداء، فاجعة تهديم مراقد أئمة أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم في البقيع الغرقد في المدينة المنوّرة على يد زمر الضلال والانحراف والتكفير، وكذلك بمناسبة اليوم العالمي للبقيع، مجلس عزاء بهذه المناسبة الأليمة.

أقيم هذا المجلس في بيت سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، في غرفة اللقاءات اليومية، وحضره جمع من العلماء والفضلاء، والموالين لأهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم.

وفي نفس اليوم وانطلاقاً من تأكيدات سماحة السيد المرجع الشيرازي في ضرورة إحياء يوم البقيع العالمي، تظاهر جمع كبير من أتباع اهل البيت صلوات الله عليهم ومواليهم في العراق، في أقرب نقطة حدودية بين العراق والسعودية، استنكاراً لجريمة التهديم، ومطالبة بإعادة بناء مراقد جنّة البقيع.

وتقام هذه التظاهرة سنوياً في الثامن من شهر شوال، بمشاركة المئات من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم من العراق، بمساعي وجهود العلاقات العامة لمكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدّسة.

بهذا الصدد، قال أحد مسؤولي العلاقات العامة لمكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله انّ تظاهرة هذه السنة شارك فيها المئات من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم من العراق، الذين تمّ نقلهم انطلاقاً من مدينة كربلاء المقدّسة نحو أقرب نقطة حدودية عراقية سعودية، عبر العشرات من الباصات الكبيرة.

 في هذه التظاهرة ردّد المشاركون فيها شعارات وحملوا لافتات تستنكر فاجعة وجريمة تهديم مراقد الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم في البقيع، وطالبوا المسؤولين في السعودية بالعمل الجاد والسريع على السماح بإعادة إعمار هذه البقعة المباركة المطهّرة.

وتلا المتظاهرين على الحدود العراقية السعودية، بياناً للمطالبة بإعادة إعمار قبور البقيع في المدينة المنوّرة، إليكم نصّه الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن المتظاهرون من علماء دين ومثقفين ووجهاء وإعلاميين ومواطنين عراقيين، نقف هنا كما في السنوات الماضية، لنعلن اليوم الثامن من شهر شوال المعظم يوماً عالمياً لنصرة أئمة البقيع عليهم السلام، مجددين المطالبة بإعادة إعمار جنة البقيع الغرقد في المدينة النبوية المنورة والسماح لنا ببناء مراقد أهل البيت الطاهرين عليهم السلام والتوافد لزيارتها أسوة ببقية العتبات المقدسة في كل أنحاء العالم.

ونضع بين أيدي المسؤولين السعوديين والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام كافة وجميع المعنيين مطالبنا المشروعة وبحسب النقاط الآتية:

1ـ المبادرة والإسراع بإعادة إعمار ما هدمه التكفيريون من قبور مقدسة لائمة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وأزواجه وأصحابه البررة في المدينة المنورة وسائر الآثار النبوية التي تعرّضت للإزالة مهما كانت الذرائع والتبريرات. ونحمل السلطات السعودية كامل المسؤولية الشرعية والقانونية والأخلاقية في ذلك، باعتبار أن هذه الأماكن ملك لجميع المسلمين وبلا استثناء بل إنها ملك للإنسانية عامة، ولا يحقّ لأحد أن يصادر حريّة الأديان والقوانين والمواثيق والأعراف الإسلامية والإنسانيّة والدولية.

2ـ منع التجاوزات التي يرتكبها المتطرفون من مضايقة كل فرد مسلم يرغب بتأدية مراسم الزيارة لقبور أئمة الهدى عليهم السلام، بل يلزم تأسيس إدارة تعنى بشؤون تلك الشعائر والطقوس الدينية وتضمن حرية القائمين بها كما هو الحال في دول العالم المتقدم.

3ـ تجريم الفئة الضالة التي أقدمت على تهديم المراقد المطهرة في جنة البقيع واعتبار هذا الفعل جريمة ضد الإنسانية والإسلام وإعلان ذلك عن طريق وسائل الإعلام.

4ـ دعوة الحكومة العراقية ومناشدة المنظمات الدولية ومنها منظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة ومنظمة حفظ التراث العالمي "يونسكو" للتدخل المباشر وممارسة الضغط والتأثير وبمختلف الطرق الدبلوماسية على الحكومة السعودية لإذعانها ومباشرتها بإعادة إعمار المراقد والآثار الشريفة.

5ـ مناشدة المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني بمختلف اتجاهاتها الفكرية بالتحرك ورفع دعاوى قضائية في المحاكم ومنها محكمة العدل الدولية في لاهاي، ضد التكفيريين الذين أقدموا على جريمة هدم البقيع والاستهانة بالمقدسات الإسلامية في الحجاز فإنّ حفظ المقدسات الدينية حقّ مكفول في كل الدساتير والمواثيق والأعراف.

6ـ تسجيل الآثار الإسلامية في الحجاز لدى اليونسكو وغيرها بغية عدم السماح للوهابيين بإزالة ما تبقى من آثار الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وبناء ما تهدّم منها.

ومن أجل تحقيق هذه المطاليب نهيب بمراجع الدين والعلماء الأعلام والمثقفين والكتاب والإعلاميين وشيوخ القبائل وجميع المسلمين الدفاع عن حقهم بحفظ تراث النبي وآله صلوات الله عليهم بكل ما يمتلكونه من وسائل ومنها:

أولاً: الالتزام بإعلان الثامن من شوال يوماً عالمياً وتسميته بـ(يوم البقيع العالمي) والمشاركة في المسيرات والاعتصامات السلمية في جميع انحاء العالم لتعريف العالم باسره اهمية هذا اليوم في التاريخ.

ثانياً: تكثيف العمل الاعلامي وبكل الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لنشر مظلومية ائمة البقيع عليهم السلام.

ثالثاً: الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في التواصل والتخاطب مع مختلف شعوب العالم للتعريف بالسيرة العطرة لائمة البقيع سلام الله عليهم.

رابعاً: تدويل قضية هدم المراقد المقدسة في البقيع الغرقد وذلك من خلال التخاطب مع المؤسسات الدولية والرسمية في انحاء العالم.

خامساً: تشجيع الجماهير لإرسال ملايين الرسائل الالكترونية إلى مقر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ورؤساء الدول وغيرهم.

سادساً: تنشيط مواقع الانترنت الخاصة بالثامن من شوال واستحداث مواقع جديدة تدعم هذه القضية الإنسانية. انتهى/خ.

اضف تعليق