دخلت الولايات المتحدة في مرحلة جديدة من النزاع التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي، الذي من المؤكد أنه سيعكر صفو الأجواء بينهما، فبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية جديدة تبلغ نسبتها 25% على الفولاذ و10% على الألومنيوم، على دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك حلفائها، رد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على عشرات المنتجات الأمريكية مثل "الويسكي، الجينز، الدرجات النارية"، ودخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ منذ صباح اليوم.

وبعد قرار الاتحاد الأوروبي بساعات، أطلق "ترامب"، هجومه المضاد في نزاعه التجاري مع الاتحاد الأوروبي، ليهدد بفرض رسوم على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إن الخلاف بين الرئيس الأمريكي والدول الأوروبية "مجموعة دول السبع"، تتمثل في أن "ترامب" يرى أن تلك الاتفاقيات الاقتصادية بين الولايات المتحدة مع مجموعة السبع جائرة ولابد من إلغاؤها، وهو ما ذكره في برنامجه الانتخابي، وأن تلك الدول تحقق استفادة كبيرة من المنتجات الأمريكية، ولا تحقق الولايات المتحدة استفادة مماثلة.

وأوضح فهمي، أن جوهر الخلاف يكمن في فرض مجموعة دول السبع الأوروبية رسوم متراكمة على المنتجات الأمريكية تصل إلى 300%، وفي الاجتماع الأخير لتك الدول الأوروبية والذي حضره "ترامب"، لمح خلال ذلك الأجتماع رغبته في إما تخفيض الرسوم أو فرض رسوم جديدة في صالح الولايات المتحدة.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الحرب التجارية بدأت فعلا بين الولايات المتحدة وبين الدول الأوروبية، وسيكون هناك صدام قريبا، وسيكون الخاسر من ذلك الصدام الدول المستفيدة مثل الصين وكندا واليابان، حيث لا يوجد بديل لتلك الدول عن السوق الأمريكية.

وأوضح أن الدلالات تشير إلى أن الرئيس الأمريكي لن يتراجع عن موقفه، فهو متصالح مع نفسه جدا، ونفذ كل الوعود التي ذكرها في برنامجة الأنتخابي، مثلما ذكر عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني ونفذ تلك الوعود، فلن يتراجع عن موقفه سواء في الغاء الاتفاقيات الأقتصادية أو فرض رسوم مقابلها.

وقال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بجامعة السادس أكتوبر، أن الولايات المتحدة بدأت حربا تجارية مع الصين امتدت لأطراف أخرى مثل اليابان والاتحاد الأوروبي وهو ما يضر بالاقتصاد العالمي.

وأوضح الأدريسي، أن الولايات المتحدة تنظر إلى مصلحتها فقط، فالاتفاقيات التي تريد الغاءها الأن كانت قد عقدتها من أجل مصلحتها وتريد الغاها الأن من أجل مصلحتها، وأن الدول الاروبية والصين واليابان إذا نجحت في الاتحاد ضد الولايات المتحدة، ستجبر الولايات المتحدة في التراجع عن قراراتها، أما إذا لم تتحد ستنجح الولايات المتحدة في فرض تلك الرسوم الجدية والغاء الاتفاقيات القديمة.انتهى/س

اضف تعليق