بغداد – سوزان الشمري

دولاب هواء وعدد من الارجوحات البسيطة وتوك تك للتنقل في ساحة مهجورة تحيطها النفايات، تلك وسائل الترفيه التي قضى اطفال الفقراء والاحياء السكنية او ما توصف بالشعبية الفقيرة ايام عيدهم، فيما تشهد المناطق المترفة والراقية مساحات واسعة تضم انواع مختلفة من الالعاب ليشكل هذا المشهد تضاد طبقي يؤشرلوجود تهميش حكومي لأبناء الطبقة الفقيرة وهي النسبة الاكبر ضمن المجتمع العراقي.

"شتان ما بين الاثنين"، عندما نطرح سؤال مقتضب عنوانه كيف احتفل الفقراء بالعيد؟ فالجواب هنا مؤشراً بخطوط حمراء فاقعة الفقر والعوز عيدهم ليس كما هو الحال عندما طرق العيد ابواب الاغنياء والميسورين.

 بهذا العبارات عبر الكاتب والصحفي فــهد الصكر الساكن منطقة بغداد الجديدة يقول الصكر، "كل مواطن عراقي يلاحظ حجم الفارق الطبقي في مناطق بغداد، والجميع يعتبر ذلك مسالة طبيعة في كل المجتمعات لكن ليس كل المجتمعات قدمت التضحيات كما قدمها ابناء المناطق الفقيرة في عراقنا يفترض على اساسها ايلائهم بعضا من الاهتمام من قبل حكومتهم".

ويتسائل الصكر "ما قيمة التكلفة التي ستلحق بحكومتنا لو راعت ابناءها من ذوي الدخول المحدودة والفقيرة ما الضير المتمثل في اقامة مراكز ترفيهية موازية لتلك المقامة في المناطق المترفة".

 من جهته يقول مهند السعدي، من سكنة مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية الكبيرة في بغداد صاحبة النسبة الاكبر بعدد الايتام الذي استشهد ذويهم في معارك الدفاع عن الوطن ان "اطفال مدينته اعتادوا على ممارسة طقوس العيد بوسائل ترفيه بدائية رغم انتشار العديد من المراكز الترفيهية في العاصمة لكنها غير صالحة لترفيههم كونها صنفت بحكم المال لأبناء الاسر المترفة" .

وتشهد العاصمة بغداد وجود عدد من المراكز الترفيهية والمولات والمنتزهات الاستثمارية، حيث تنافس اسعار المشاركة فيها جيوب العوائل الفقيرة التي لا تقوى عليها ميزانيتهم المحدودة المستنزفة بحكم ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية، اذ تتراوح اسعار المشاركة ضمن المركز الترفيهية لما بين 25 – 50 الف دينار أي ما يعادل 20 -40 دولار.

الباحثة الاجتماعية والناشطة المدينة هناء عبد الرضا اشارت الى ان "الرعاية الحكومية للمواطنين غير مناسبة ومنافية لكل الاعراف الدولية والانسانية".

 واضافت "الحكومة اهملت مواطنيها بالخدمات الاساسية كالصحة والكهرباء والتعليم وغيرها، فهل تلتفت لترفيه فقرائها ومعوزيها".

واتبعت ان "الاسر المعوزة والفقيرة القت بثقلها على ما تقدمه لهم بعض المؤسسات الانسانية من مساعدات غذائية او طبية"، متسائلة "كيف تتكلف تلك المؤسسات بالترفيه الذي لا يتعدى بضع ساعات وهو واجب حكومي بحت؟".

وطرحت عبد الرضا جملة من التوصيات والمعالجات: حيث دعت المؤسسات الحكومية المعنية بالجانب الترفيهي بان "تخصص يوم في الشهر او يوم كامل في بعض المناسبات الخاصة ليكون مجاني للأسر المحدودة الدخل والمعوزة والايتام وهذا جزء بسيط من حق المواطن على الحكومة".

ووسط كل ذلك يبرز هذا السؤال الهام: كيف يحتفل الفقراء بالعيد أو كيف يفرح الفقراء بالعيد؟... كيف يفرح هؤلاء بالعيد؟ وكيف يكون العيد بالنسبة لهم أيامًا غير عادية من البهجة والمتعة؟! انتهى/خ.

اضف تعليق