قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن عملية التحالف السعودي في مدينة الحديدة اليمنية أسقطت آخر أوراق التوت عن سوءات الغرب.

وتقول الافتتاحية، إنه "حتى لو حذرت بريطانيا من تداعيات الهجوم على ميناء الحديدة المهم في اليمن، فإننا –البريطانيين- متواطئون في هذه الحرب الرهيبة".

وتضيف الصحيفة: "لم تغط أوراق التين الكثير، وقد ذبلت منذ وقت طويل، وانهارت الأعذار كلها للدور الذي نقوم به في اليمن، فالهجوم على مدينة الحديدة، الذي يقوم به التحالف السعودي الإماراتي لن يؤدي إلا إلى تدهور الأزمة الإنسانية، فنسبة 70% من الصادرات التي تصل إلى اليمن تمر عبر هذا الميناء، وحثت فرنسا وبريطانيا السعودية بألا تقوم بالهجوم، لكن بريطانيا تقول الكلام ذاته، ورفضت الولايات المتحدة طلبا من الإمارات لتقديم كاسحات ألغام  للعملية، وكما لاحظ مسؤول إماراتي، فإن (عدم تقديم الدعم العسكري ليس مثل الاعتراض على العملية)".

وتشير الافتتاحية إلى أنه "لهذا السبب فهم -الإماراتيون- يقومون بها، ويخوضون مع السعوديين الحرب بأسلحة مصنعة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا، ويديرونها بتدريب عسكري ونصائح من الغرب، وكان الضباط الأمريكيون والبريطانيون في غرف القيادة، وذكرت صحيفة (لوفيغارو) هذا الأسبوع أن القوات الفرنسية الخاصة تعمل على الأرض في اليمن، ولهذا فإن العملية تشن بغطاء دبلوماسي من الغرب". 

وتلفت الافتتاحية إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة قامتا في يوم الجمعة بتعطيل بيان تقدمت به السويد، طالبت فيه بوقف فوري لإطلاق النار، وكما لاحظ وزير التنمية الدولي السابق أندرو ميتشل، فإن بريطانيا، التي يحق لها الفيتو في مجلس الأمن، تتبنى موقفا مؤيدا للسعودية في نهجها من الحرب، فصفقات الأسلحة والمصالح الأمنية تملي عليها القيام بهذا الدور". 

وتفيد الصحيفة بأن "هذه الحرب أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، والرقم الذي عادة ما يتم ذكره، وهو 10 آلاف، متواضع، فهناك الكثيرون عرضة للخطر، ويملي القانون الدولي على المتحاربين السماح بمرور المواد الإنسانية دون عوائق وبسرعة للمحتاجين، إلا أن التحالف لديه سجل في الجرائم وعدم الالتزام بقواعد الحرب، ولهذا السبب أجلت منظمات الإغاثة طواقمها من الحديدة، وهناك 22 مليون يمني بحاجة للمساعدة، و8 ملايين يواجهون خطر المجاعة".

وترى الافتتاحية أن "الهجوم هو عملية وقائية لإفشال خطة المبعوث الدولي مارتن غريفيثز، الذي حذر في السابق من أي هجوم على الحديدة، وأنه قد (يرمي الخطة عن الطاولة بضربة واحدة)، وسيقوم اليوم الاثنين بتقديم بيان لمجلس الأمن بعد المحادثات الطارئة، فيما قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراندي، إن الحديث عن إدارة الأمم المتحدة ميناء الحديدة في مراحله المتقدمة، وحتى لو استطاع غريفيثز التوصل إلى اتفاق على إدارة الميناء، إلا أن فرص تطبيقه ضعيفة، خاصة أن الطرفين عادة ما تصرفا بسوء نية". 

وتنوه الصحيفة إلى أن "التحالف السعودي يدعم حكومة عبد ربه منصور هادي، الذي طرد من العاصمة صنعاء، لكن الحملة يقف وراءها عاملان، التنافس مع إيران والمصالح الأخرى، أما الثاني فهو مكانة قادة التحالف، خاصة محمد بن سلمان، الذي شن الحرب، وأصبح الآن القائد الفعلي للسعودية". 

وتبين الافتتاحية أن "التحالف اعتقد أن الطريقة لكسر الجمود على ساحة الحرب، التي بدأت منذ ثلاثة أعوام، لن تكون إلا من خلال نصر سريع وسهل في الحديدة، وهذا أمر ظل واضحا طوال الحرب، وبحسب تقرير لمنظمة الأزمات الدولية صدر هذا الأسبوع، فإن (الأطراف المتحاربة بالغت في الثقة في منظورها العسكري، وتندفع دائما للاستفادة عسكريا كلما لاحت فرصة للتفاوض، وغالبا ما تكون غير مهتمة بالآثار الإنسانية لأعمالها ومصير المدنيين العاديين)".

وتقول الصحيفة: "ربما اتفقت الرياض وأبو ظبي على الموقف من إيران، إلا أن الساحة العسكرية المعقدة والمزدحمة تكشف عن التباين في مصالحهما، فقبل أشهر كانت القوات المدعومة من الإماراتيين تواجه القوات المدعومة من السعوديين في عدن، ويتحرك الجنوب اليمني باتجاه الحكم الذاتي المستقل، ولا يتجرأ المسؤولون السعوديون والإماراتيون على إخبار قادتهم بأن إيران ورطتهم في حرب مكلفة، وحرب لا نهاية لها، ولم تدفع هي إلا ثمنا قليلا". 

وتختم "الغارديان" اقتتاحيتها بالقول: "لهذا تستمر المعاناة بشكل يزعزع هذه المنطقة غير المستقرة، ويفرخ حب المصلحة والرضا عن النفس، وغضبا تجاه الغرب وحديثه عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، فتواطؤه في الحرب بدا واضحا في الأيام الأخيرة".

ومع بلوغ عمر معركة الحديدة يومها السادس نفذت قوات الجيش واللجان الشعبية عملية تكتيكية واستراتيجية إدت إلى قطع خطوط الإمدادات بشكل كامل بمنطقه الجاح والفازة والنخيلة عن الميليشيات المدعومة من قبل الإمارات المتمددة في مديرية الدريهمي لليوم الثالث على التوالي ومازالت إلى اللحظة وهو أدى إلى إصابة هذه القوات بالشلل والانهيار التدريجي. انتهى/خ.

اضف تعليق