تحدثت صحيفة "المونتور" الاميركية، اليوم الأحد، عن تقارب محتمل بين زعيم تحالف الفتح هادي العامري والولايات المتحدة الاميركية، فيما اشارت الى مواقف سابقة وعدتها رسائل تتبادلها واشنطن وطهران عبر الحشد الشعبي.

وذكرت الصحيفة، إن "العديد من الفصائل المسلحة في العراق لم تهدد الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، خاصة أنها حققت نتائج جيدة في انتخابات 12 أيار من هذا العام، حيث حصلت على ثاني أكبر عدد من المقاعد البرلمانية، وهو ما يشير إلى تقارب محتمل بين الجانبين، وإن كان غير معلن".

وتضيف الصحيفة، أن "بعض الفصائل التابعة لوحدات الحشد الشعبي، تبدو وكأنها تعمل على إنهاء العداء تجاه واشنطن"، مشيرة الى "بعض المؤشرات على ذلك، ومنها خلو الاحتجاجات التي نظمت في يوم القدس العالمي، والتي نظمتها فصائل مسلحة في العاصمة بغداد في 8 حزيران، بمناسبة يوم الجمعة الأخير في شهر رمضان المبارك، لإظهار الدعم للكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي من العلم الامريكي".

حيث كانت العادة بالنسبة للمتظاهرين في كل عام في يوم القدس - وفي مناسبات أخرى - أن يسحقوا ويحرقوا الأعلام الإسرائيلية والأمريكية، لكن هذه السنة لم تدمر أو تُحرق أعلام أمريكية، ولم تتضمن الاحتجاجات أي شعارات أو تهديدات ضد الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.

واشارت الصحيفة ايضا، الى دعوة تحالف الفتح في 4 حزيران، لعدد من السفراء الأجانب لتناول وجبة الإفطار، وهي وجبة سريعة في رمضان، حيث أظهرت صور من داخل مقر التحالف لقاء بين زعيم التحالف هادي العامري والسفير الأمريكي في العراق دوجلاس سيليمان، وسفراء آخرين كانوا أيضا حاضرين".

وترى الصحيفة، أن "العامري وبعض قادة الحشد الشعبي الآخرين يبدون جادين في التقارب مع الولايات المتحدة"، الا أن ذلك، قد عرض العامري للنقد، كما تبين الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن أوس الخفاجي، رئيس كتائب أبو الفضل العباس، قوله: "الاحتجاج (ضد انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس) لا يسير جنباً إلى جنب مع لقاء مع السفير الأمريكي".

كريم النوري، وهو مقرب من العامري، لمح بحسب الصحيفة إلى أن منظمة بدر لم تستبعد أي تقارب أو حوار مع الولايات المتحدة.

وقال النوري، "لا يوجد تعارض بين الحشد الشعبي أو أي دولة أجنبية"، مبينا إنّ "يوم القدس" هو احتفال عام، حيث يتمتع الناس بحرية التعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يريدونها، "عدم تدمير العلم الأميركي لا يوحي بعلاقات جيدة. وإن حرق الأعلام أثناء الاحتجاجات لا يعني أن العراق مع الولايات المتحدة. ليس لدينا سوى تحفظات على إسرائيل".

وفي نفس اليوم الذي زار فيه سيليمان العامري، التقى أيضاً مع زعيم ائتلاف دولة القانون، نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، الذي هاجم الولايات المتحدة أكثر من مرة. المالكي هو قائد الحشد الشعبي ويزعم أنه المؤسس له، كما تؤكد الصحيفة.

الصحيفة لفتت، الى "ﺣﺮﻛﺔ ﺳﻴﻠﻴﻤﺎن للقاء قائدين من قواد الحشد الشعبي ﻓﻲ ﻳﻮم واﺣﺪ، ﻫﻮ دﻟﻴﻞ إﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ قادة الحشد ﻛﺸﺮﻛﺎء ﻣﺤﺘﻤﻠﻴﻦ".

وترى الصحيفة، أن "الولايات المتحدة لا تتعامل مع الحشد الشعبي كمؤسسة كاملة، ولكنها تحاول ان تتعامل مع كل فصيل على حدة، وهي الأقرب إلى العامري، الذي يقود بالإضافة إلى ذلك قيادة تحالف الفتح ويرأس منظمة بدر.

ونقلت الصحيفة عن عبد الرحمن الجبوري، وهو باحث في الديمقراطية قوله، "كان العامري على اتصال بالولايات المتحدة من خلال الاجتماعات الجارية في بغداد".

وقال الجبوري، "سوف تستفيد كل من الولايات المتحدة والفصائل التي تسعى للتقارب من مثل هذه الخطوة، ومع ذلك، فإن واشنطن تنظر إلى الفصائل التي انضمت إلى العملية السياسية ولها تاريخ سياسي طويل لتكون الأقرب إليها".

وأضاف أن "العلاقات بين منظمة بدر والأمريكيين تطورت من خلال وزارتي النقل والداخلية، اللتين كانتا جزءًا من حزب العامري".

ويدعم اقتراح الجبوري بأن الولايات المتحدة تتعامل مع فصائل الحشد الشعبي بشكل منفصل عن موقف الكونجرس الأمريكي من (عصائب أهل الحق)، على الرغم من أن عصائب أهل الحق جزء من الحشد الشعبي، فقد تحدثت الولايات المتحدة عن وضع عصائب أهل الحق على قائمة الإرهاب الخاصة بها، بحسب الصحيفة.

وتتابع الصحيفة، أن "تحالف الفتح اصدر بيانا هادئا وغير مبرر في 2 حزيران دعا واشنطن إلى "إعادة النظر في الخريطة السياسية التي ستمنحها فرصة مناسبة لإقامة علاقات متوازنة مع العراق".

وختمت الصحيفة، بالقول إن "التقارب بين بعض قادة الحشد العشبي والولايات المتحدة يفيد الطرفين، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى تحييد دور إيران في هذه الفصائل، وفي الوقت نفسه، تسعى وحدة الحشد الشعبي إلى التخلص من العناصر التي قد تتسبب في تصنيفها على أنها جماعة إرهابية أو أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان". انتهى/خ.

الاراء الواردة اعلاه لا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة النبأ للأخبار

اضف تعليق