وجهت الطائرات التركية مؤخرا ضربات موجعه لحزب العمال الكردستاني في منطقة جبال قنديل شمال العراق حيث قصفت مواقعه وقتلت العشرات من مقاتلي الحزب وسط هدوء نسبي من الجانب الحكومي العراقي والاقليمي والدولي ازاء تحركات تركيا العسكرية داخل الاراضي العراقية.

حزب العمال الكردستاني والمعروف بأسم "pkk" المتخذ من جبال قنديل الواقعة شمال العراق على بعد 150 كيلو متر من مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق والممتدة من جنوب تركيا الى غرب ايران، كان قد اعلن سيطرته على هذه المنطقة وتشكيل ادارة مستقلة من الاقليم بهدف تسيير امور المنطقة، حسب قوله.

والحقت خسائر مادية بالمشاريع الزراعية والخدمات جراء الهجمات التركية المتعاقبة في تلك المنطقة منذ عام 2011، اذ تقصف تركيا باستمرار جبال قنديل بحجة ضرب معسكرات مسلحي الحزب.

وصنف حزب العمال على لوائح الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وتركيا وايران وسوريا واستراليا كمنظمة ارهابية ، بينما رفضت الامم المتحدة وروسيا والصين وسويسرا ومصر والهند عدها منظمة ارهابية.

ويقود حزب العمال الكردستاني الدولة التركية منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي صراع مسلح معه بغية الانفصال عنها واعلان الدولة الكردية، وحسب تقارير تفيد ان له احزابا تتبعه في كل من ايران وسوريا وكردستان العراق.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت في بيان عن استنكارها وشجبها للقصف التركي للأراضي العراقية وفي الوقت ذاته دعت الى عدم ممارسة أي عمل مسلح.

هذه الضربات لم تأتي بمعزل عن التأييد الاقليمي وبالأخص ايران التي لديها احزاب معارضة تقيم في اقليم كردستان العراق.

وقد قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو انه، اعلن في يوم سبق الاحد، أن بلاده على اتصال مع إيران فيما يتعلق بعملية عسكرية محتملة ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في قنديل بشمال العراق والقريبة من الحدود الإيرانية.

ويشار ان الأحزاب الكردية المناهضة لإيران تقيم في إقليم كردستان العراق منذ عقود، وبعد عام 1991 اتفقت هذه الأحزاب مع القوى الكردية في الإقليم وبمعزل عن الحكومة العراقية آنذاك على البقاء في مقراتها في مدن كردستان والعمل بحرية شريطة عدم القيام بنشاطات عسكرية ضد إيران.

ويعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني من أقدم الأحزاب الكردية هناك وهو يعادي السلطة ايران منذ أمد بعيد وكان قد شن أكثر من مرة هجمات مسلحة على مصالحها في السابق.

في خضم هذه التطورات، هل السيادة العراقية بمأمن من تدخلات جيرانه العسكرية، وهل تكفي الادانات التي يطلقها بين الحين والاخر، وهو الذي اعلن في اكثر من مناسبة عدم التدخل في شؤون جرانه، والى متى يبقي على ارضه فصائل مناهضة لهدة الدول, وهل السياسة الخارجية تتطلب استخدام الاحزاب والحركات المقيمة في العراق والتي تنطلق منها هجماتها بحسب قول المحيط الاقليمي كورقة ضغط لمصالح معينة، ام القصف التركي المتكرر لمناطق في اقليم كردستان هو اشارة لأكراد العراق بعدم التفكير بخوض تجربة مريرة تبوء بالفشل مسبقا. انتهى/ ع

اضف تعليق