وقعت اليونان ومقدونيا اليوم الاحد، اتفاقا تاريخيا بشأن تغيير اسم الأخيرة إلى جمهورية مقدونيا الشمالية، وأشرف على توقيع الاتفاق وزير خارجية اليونان نيكوس كوتسياس، ونظيره المقدوني نيكولا دميتروف، في حفل جرى بقرية بساراديس الواقعة في منطقة حدودية بين البلدين.

وينص الاتفاق على تغيير اسم جمهورية مقدونيا إلى جمهورية مقدونيا الشمالية، مقابل تعهد اليونان بعدم عرقلة عضوية هذا البلد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.

وبعد استقلال جمهورية مقدونيا عن يوغسلافيا السابقة عام 1991، رفضت أثينا اعتماد اسم جارتها الجديدة بدعوى أنه يعد من تراثها القومي، إذ يطلق على أحد أقاليم البلاد ذي الأهمية التاريخية لليونان.

وتقول أثينا إن اسم مقدونيا قد يتضمن مطالبة بأراض بإقليم مقدونيا اليوناني، وسلب ثقافة وحضارة اليونان، فالإقليم المذكور كان مهدا لإمبراطورية الإسكندر الأكبر الذي ما يزال مصدر فخر كبير لليونانيين.

وشكل الخلاف بين أثينا وسكوبيه عقبة أساسية أمام بدء مفاوضات مقدونيا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي والناتو بسبب اعتراض اليونان.

إجراءات

ويتعين موافقة البرلمان في مقدونيا على الاتفاق، فضلا عن إجراء استفتاء في سبتمبر/أيلول المقبل على تغيير اسم البلاد، وبعد ذلك فقط سيصادق البرلمان اليوناني أيضا على الاسم الجديد، وتسمح أثينا لسكوبيه بالانضمام إلى حلف الناتو، والبدء في محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي.

وشارك في حفل التوقيع على الاتفاق عن الجانب اليوناني رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، وعن المقدوني نظيره زوران زايف، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد وسياسة الجوار يوهانس هان.

وقال تسيبراس في حفل التوقيع "علينا مسؤولية تاريخية ألا يظل هذا الاتفاق معلقا، وأنا على ثقة من أننا سنتمكن من ذلك" في حين قال نظيره المقدوني "يتعين على بلدينا التحول عن الماضي والتطلع للمستقبل... تحلينا بشجاعة كافية لاتخاذ هذه الخطوة".

وأظهر استطلاع رأي -أجرته صحيفة بورتو ثيما اليونانية ونشر أمس السبت- أن نحو 70% من اليونانيين يعارضون التنازلات المقدمة بهذا الاتفاق، وتثير قضية اسم جمهورية مقدونيا مشاعر العديد من اليونانيين، إذ احتشد أمس الآلاف أمام مبنى البرلمان اليوناني ورددوا هتافات مناهضة للاتفاق. انتهى/خ.

اضف تعليق