صرح مسؤولون محليون أن فلول تنظيم (داعش) المختبئين في مناطق صحراوية نائية بالعراق يواجهون مصاعب جمة للبقاء على قيد الحياة في تلك البيئة القاسية.

كما يواجهون مشاكل في الحصول على الطعام والدواء والرعاية الطبية نتيجة رفض الأهالي لوجودهم في المناطق التي روعوها من قبل.

ففي مدينة الحويجة بغرب محافظة كركوك، على سبيل المثال، تشير تقارير إلى أن عناصر داعش اليائسين يقومون بالسطو على المنازل والمحال التجارية لسرقة محتوياتها من الأغذية.

ويقول قائد قوات العشائر بالحويجة الشيخ "وصفي العاصي" إن فلول داعش المختبئة في البراري البعيدة "تعيش في ظروف قاسية للغاية".

وذكر في تصريح أنهم "لا يجدون ما يأكلونه، الجوع يفتك بهم".

هجماتهم تقابل بمقاومة عنيفة

وتابع أن معظم هجماتهم التي تتم تحت جنح الظلام هي للبحث عمّا يسد رمقهم، مشيرًا إلى أنهم "يُقابلون في أغلب الأحيان بمقاومة شرسة من المواطنين".

وقال إن فلول داعش يلجئون للإغارة على القرى النائية وإجبار السكان هناك تحت التهديد بالقتل على تسليم ما لديهم من مواد غذائية.

كما يقومون "باعتراض المسافرين وشاحنات المزارعين على الطرق الرئيسية والترابية وسرقة كل ما بحوزتهم".

ووأضح أنه في بعض الحالات، يوجد "متعاونون وضعاف نفوس" يمدون الإرهابيين سرًا ببعض الغذاء والعلاجات، وربما يكونون هؤلاء من أهالي عناصر داعش.

وأكد أن "الشخص الذي يثبت تورطه بتقديم أي نوع من الدعم للجماعات الإرهابية يعامل معاملة الإرهابي"، مضيفًا أن قوات الأمن تعمل على تحديد هوية أية متعاونين.

وأعتبر أن تلك حالات فردية معزولة، مشيرًا إلى وجود مستوى عال من التعاون بين الأهالي ورجال الأمن والعشائر.

السكان المحليون يقدمون معلومات استخبارية حيوية

وتابع "العاصي" أن "القوات الأمنية باتت تتعقب الفلول وتعرف أماكن اختبائهم بسهولة بفضل المعلومات التي يدلي بها المواطنون".

وذكر "نتحرك على ضوء معلومات استخبارية دقيقة ولدينا تغطية واسعة لمناطق العمليات الأمنية لمستوً يصل حتى إلى تتبع الاتصالات الهاتفية".

وأضاف أن "الكمائن وحملات المطاردة تطيح كل يوم بعدد من الإرهابيين"، مشيرًا إلى اعتقال العشرات من عناصر داعش منذ بداية رمضان.

وتابع أن هؤلاء يضمون قياديين بارزين مثل "أبو وهاب العراقي"، المسؤول عن الإعدامات في داعش، الذي اعتقل مع أربعة من مرافقيه بعملية استخبارية نوعية جرت يوم 21 أيار/مايو الجاري في منطقة الزاب التابعة للحويجة.

تحت الحصار في صحراء العراق

ومن جانبه، يقول الشيخ "قطري السمرمد"، وهو أحد قادة العشائر في غرب محافظة الأنبار، في حديث لديارنا إن بقايا داعش يواجهون "حصارا خانقا" في الصحراء الغربية بالعراق.

وأوضح "لدينا معلومات تؤكد أنهم في حال سيئة، يعانون كثيرا من الجوع وانتشار الأمراض".

وتابع أن العمليات العسكرية التي تستهدف فلول داعش قد أجبرتهم على البقاء في مخابئهم لأيام طويلة بلا طعام وشراب.

وأضاف أنه "عندما يتسنى لهم التحرك، عادة ما يكون هدفهم الأول هو البحث عن الرعاة المساكين والسطو على أغنامهم أو سرقة ما لديهم من غذاء ومؤن".

وأكد أن "صحراء الأنبار شاسعة، لكنها لم تعد آمنة لعناصر داعش. فرص النجاة والبقاء على قيد الحياة تتضاءل أمامهم يومًا بعد آخر".

لا ملاذات آمنة في نينوى

وبالمثل، يقول "عبد الرحمن طابور" رئيس المجلس المحلي لناحية القيارة إن فلول داعش الذين لجئوا إلى المناطق الصحراوية بجنوب وغرب نينوى يواجهون نقصًا في الطعام والماء ولا يستطيعون تأمين مصادر قوتهم من المناطق الآهلة بالسكان.

وقال في تصريح لديارنا إن أية محاولة منهم للتجرؤ والاقتراب من المناطق السكنية بالمحافظة هي بمثابة انتحار لهم.

وشدد "لا وجود لأية حواضن لهم في مناطقنا تمدهم بالمؤن حيث لم نر حالات تشير إلى حدوث ذلك"، مبينًا أن فلول الإرهابيين الذين لاذوا للبادية يواجهون مصاعب بالغة للبقاء أحياء.

وتابع قائلًا إنهم "طريدون ومحاصرون في المخابئ والكهوف، التي صارت مقابرهم".

المصدر: ديارنا

اضف تعليق