أخيراً، وصل الانقلاب الشعبوي العالمي الذي أطاح بالسياسيين التقليديين في الولايات المتحدة وأوروبا وحتى الفلبين إلى العراق، بهذه العبارة اشار الكاتب مايكل جيه توتِن الى وصول زعيم التيار الصدري والداعم لتحالف سائرون المتصدر للانتخابات مقتدى الصدر الى ان يكون اللاعب الاساسي في تشكيل الحكومة العراقية وبيده زمام الامور.

ويقول توتن "تتذكرون مقتدى الصدر. إنه الرجل الذي شن تمرداً شيعياً مدعوماً من إيران ضد الولايات المتحدة والحكومة العراقية وجيرانه المدنيين السنة في الفترة ما بين العامين 2003 و2008. لكنه أصبح شخصاً مختلفاً جداً اليوم. إنه ما يزال يرفع قبضته ويهزها في الهواء، لكنه يهزها اليوم في وجه النخب المعوجّة، وفي وجه رعاته الإيرانيين السابقين.

ويشير الكاتب ان الصدر أعلن: انه "إذا بقي (المسؤولون) الفاسدون ونظام الحصص، سوف يتم إسقاط الحكومة بأكملها ولن يُستثنى أحد". وبعبارة أخرى، سوف يتم تجفيف المستنقع.

ويبين توتن "يمثل الصدر نسخة العراق من الشعوبيين المدهشين: أصولي، مناهض للمؤسسة، ومعادٍ للأجانب. وهو بطل للطبقة العاملة وعدو معلن للأفكار الغربية الليبرالية.

ويرى الكاتب انه "بالطبع، ما كان الصدر ليصل أي مكان من دون الغربيين الذين يزدريهم. فبعد كل شيء، كان الأميركيون هم الذين أسقطوا نظام حزب البعث الاستبدادي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأقاموا النظام الانتخابي الذي جلب الصدر إلى القمة". لافتا الى ان "ما كان ليصل أيضاً إلى أي مكان من دون إيران.

ويزيد ما من سبب للمفاجأة هنا. فالكثيرون في الأغلبية الشيعية في العراق يشعرون بقرابة طبيعية مع الأغلبية الشيعية الأكبر في إيران، لكن التوتر العرقي بين العرب والفرس كان سمة من سمات الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.

وبحسب توتن "الصدر أقام تحالفاً مع الشيوعيين -في خليط إيديولوجي مروع من وجهة نظر أي غربي صاحب عقلية ليبرالية"، مشيرا "لكن هناك -للأسف- عدد قليل من الديمقراطيين الجيفرسونيين في بلاد ما بين النهرين القديمة. ومع ذلك، ثمة بعض الإصلاحيين العلمانيين والتكنوقراط، الذين شكلوا هم أيضاً تحالفاً مع الصدريين. وقد لاحظت طهران ذلك وهي ليست سعيدة به. ويقول علي أكبر ولايتي، المستشار الرفيع للحاكم الإيراني آية الله خامنئي: "لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بأن يحكموا في العراق".

سوف تستمع قلة قليلة من الأميركيين بالعيش مع حكومة يديرها الصدريون. يقول جيه توتن في معرض حديثه وحتى مع ذلك، فإن "انقلاب الصدر على إيران ليس شيئاً يمكن تجاهله. فقد استاء الغربيون والعرب على حد سواء من نفوذ إيران المتصاعد في العراق بعد الإطاحة بصدام، والذي عاد الفضل في جزء كبير منه إلى جيش المهدي التابع للصدر.

ومع ذلك، مستدركا الكاتب "ليس هناك أحد يقاوم النفوذ الإيراني في العراق بنجاح الآن كما يفعل الصدر".

ومع وجود الحركة الصدرية في موضع القيادة، فإن إيران تواجه أكبر عقبة في بغداد منذ كان صدام يتنقل من قصر إلى قصر.

ويوضح الكاتب "لن يكون الصدر رئيس الوزراء العراقي المقبل. فقد فازت قائمته بأكبر عدد من الأصوات، لكنه هو نفسه لم يرشح نفسه في الانتخابات. ويمكن أن يكون صانع الملوك التالي في البلد، إذا جاز التعبير".

ويختم مايكل جيه. توتِن حديثه قائلا: "مهما يكن ما يحدث في نهاية المطاف، فإن الخلاصة النهائية هنا يجب أن تكون كما يلي: ليس العراق في المنطقة الزمنية نفسها التي تسكنها الديمقراطيات الليبرالية عالية الأداء مثل نيوزيلندا وفرنسا، لكن بإمكاننا أن نحلل النتيجة، وأن نخمن الحاصل النهائي لانتخاباته الرابعة على التوالي كما لو أنه كان فيها". انتهى/ ع

 

اضف تعليق