بغداد – سوزان الشمري

الايام الاخيرة من رمضان تخصص لدى ربة البيت العراقية لأعداد "الكليجة" فلا معنى للعيد دونها كونها احد اهم طقوسه، اذ تتنافس ربات البيوت في اعدادها اثناء تقديمها للضيوف او مشاركتها مع الجيران بإرسال جزء منها لزيادة التواصل والود والمحبة بينها.

اسواق الشورجة في بغداد هي المركز التجاري الرئيسي للتسوق اذ يلاحظ تواجد النسوة بين محالها اثناء عملية البحث عن تطويرات جديدة في صنع "الكليجة" من نكهات ومطيبات واشكال مختلفة، لكن تبقى كليجة التمر متسيدة الاذواق.

وتعتبر الكليجية العراقية من المعجنات الشعبية المشهورة- والموجودة في عدد من الدول العربية على اختلاف مسمياتها الا ان بعض المؤرخين يشيرون إلى أن أصلها يعود إلى العراق.

ام سعد خمسينية بغدادية تقول ان "العيد بلا كليجة لا نكهة له فهي تحرص على اعدادها بكميات كبيرة كونها ام لخمسة ابناء وعوائلهم". اذ تحرصها كناتها الخمس لأخذ حصتهن السنوية من كليجة ام سعد قبل نفادها من قبل الاقرباء والجيران.

تضيف ام سعد انها رغم التطور في النكهات والمطيبات الا انها احتفظت بطريقة والدتها وجدتها في اعدادها وهو ما يضفي عليها الاصالة في اعدادها بنكهة قديمة يعشقها اولاد اليوم المتأثرين بالحداثة.

رشا محمد اعلامية عراقية تقيم في مصر تقول: "في مصر تسمى الكلجية بــ(العوامة) وهي ايضا بنكهة ريفية لذيذة"، لكنها رغم سنوات اقامتها الطويلة في القاهرة فلا تزال تحرص على اعداد (الكليجة تحت عنوان العوامة)، لكن بنكهة عراقية يعشق طعمها وتذوقها زملائها في العمل وجيرانها في السكن.

زهراء وزوجها علي المقيمان في العاصمة الاسترالية سدني يحرصان على توصيه أي من الاصدقاء والاقرباء القادمين من العراق لجلب وجبة من الكليجة العراقية في تقليد شبه سنوي لديهم وجزء من تقاليدهم العراقية التي لا يزالان يحتفظان بها ،فزهراء حداثوية لا تجيد اعدادها.

وتختلف انواع ومسميات معجنات وحلويات العيد في البلدان العربية فتسمى في العراق بالكليجة  وفي اليمن بالسّباية أو بنت الصّحن، اما في الجزائر فان الدزيريات في حلوى وفي المغرب تسمى كعب الغزال والبريوات اما الأردن، وسوريا، ولبنان، وفلسطين: ف تدعى المعمول الحلبي، وتُسمّى في المدن الحضرية بالكحك في مصر.

اضف تعليق