بغداد – سوزان الشمري

سؤال يتبادر الى الاذهان ونحن نعيش ايام شهر رمضان المبارك، هل تغيرت طقوس رمضان بين الامس واليوم وبين الحاضر وما مضى من سنوات وسط غزو تقني هائل وتغيرات في سلوكيات الافراد والمجتمعات؟.

صابرين خزعل اعلامية ومقدمة برامج في قناة فضائية تجيبنا على سؤالنا بالقول "رأيت اجواء رمضان عامرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما حضوره على ارض الواقع لا يتعدى سفرة الافطار التي لا يتجمع عليها افراد العائلة الواحدة الا ما ندر".

وتضيف "التقنية دمرت كل طقوسنا وعاداتنا حتى سفرة الافطار يتقابل فيها افراد الاسرة الواحدة كالغرباء فما ان ينتهي الافطار حتى عاد كل واحد منهم لقوقعة جهازه متناسين زيارات الاقرباء والاهل والاصدقاء وهي احد اهم طقوس رمضان التي ذهبت ادراج التقينة الجارفة".

تويتر والفيس بوك

وفي ضوء ذلك فقد كشفت احدى الدراسات ارتفاع استخدام برنامج تويتر تزامناً مع شهر رمضان إلى 118 مليون محادثة عالميا.

وتعليقًا على النتائج، قال بنجامين أمبين، المدير العام لتويتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "أظهرت أبحاثنا ودراساتنا زيادة هائلة في تفاعل المستخدمين. ففي رمضان 2018، ارتفع استخدام تويتر في محادثات حول شهر رمضان إلى 118 مليون محادثة عالميا، منها 54 مليون محادثة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها".

وتصل المحادثات في يوم عادي من رمضان على تويتر إلى الذروة في وقت متأخر من الليل، ثم تعود حيويتها بعد الإفطار.

الكنتاكي ..والدولمة العراقية

ام عيسى التي كانت بصحبة اولادها وأحفادها في احدى مولات بغداد للإفطار بعيداً عن سفرة رمضان البيتية تقول "التطور جاء بي مع اولادي واحفادي للإفطار في المول على شرف الكنتاكي والفنكر والصاج بعيدا عن شوربة العدس والتمن البرياني والدولمة العراقية".

وتضيف "اجواء رمضان تغيرت فبالسابق كنا نصحو على صوت المسحراتي وهو ينادي سحور.. سحور، اما اليوم أما ان تبقى الاسرة صاحية حتى السحور او تصحو على نغمات ورنات الهواتف النقالة مما افقد رمضان لذته بلمة الاهل والاقرباء".

كثيرة هي الاختلافات التي طرأت على شهر رمضان، وخاصة في ظل الأزمة التي ألمت بالعراق ما جعل النفوس تتغير، والطقوس تندثر، والتقاليد تتقلص، وأصبح كل فرد همه تأمين مستلزماته اليومية، واللهث وراء متطلبات عائلته، وأصبح شهر رمضان لذوي الدخل المحدود همّاً وغمّاً لتضاعف الاحتياجات والمستلزمات في ظل الأسعار وحالة التقشف الاقتصادي التي يتاثر بيها اغلب العراقيين.

بين الماضي والحاضر

الحروب والتقوقع بين مواقع التواصل الاجتماعي قربت الناس افتراضياً وباعدتهم واقعيا، يقول خالد اللامي"نعم تغيرت طقوس رمضان عندما لا يجتمع الابناء حول سفرة واحدة الا ما ندر، نعم تغيرت عندما يهنئني اولادي عبر رسالة SMS ويتثاقل الاتصال بالصوت او الحضور للبيت".

ويضيف  "الطقوس تتغير تبعا لتغيرات الحياة فاللهث وراء توفير متطلبات الأبناء والحاجيات العامة جعل اساسيات الطقوس مجرد ذكريات  نمر عليها مرور الكرام".

الاكاديمي د. غزوان جبار اوضح ان "الاجواء الرمضانية لاتزال موجودة عند كبار السن واختف ملامحها عند الاجيال الحديثة لكنها بطبيعة الحال لم تزول بشكل تمام، فلا تزال الكثير من الاسر والمناطق محتفظة بطقوس رمضان خصوصا في مناطق الارياف والمحافظات الجنوبية والاحياء الشعبية، ويقل التفاعل معها في المناطق الاكثر حداثة والتي باتت طقوس رمضان تواكب المتغيرات العصرية والتقنية فيها".

ويستذكر كبار السن الذكريات الجميلة والأحداث المرتبطة بالشهر الفضيل، ويدفعهم الحنين والشوق لتلك الأيام بمجرد حلوله، فتعود ذاكرتهم إلى الوراء، ويروون لأبنائهم وأحفادهم عن المظاهر والعادات الرمضانية القديمة، بل يرددونها كل عام على مائدة الإفطار أو السحور، سواء في مرحلة الطفولة أو الشباب، كما يقارنون بين الحياة في ذلك الوقت وما يعيشونه الآن في ظل التطور العمراني والتقني والتكنولوجي.

اضف تعليق