بغداد - سوزان الشمري

جاء رمضان هذا العام في اجواء غطت عليه احداث الانتخابات وسجالات الحكومة الجديدة وحجم المقاعد النيابية لكل كتلة، والتنافس السياسي بين الفرقاء، الامر الذي ابدل زينة رمضان بالدعايات الانتخابية، وتحولت مجالس المحيبس البغدادية لملتقيات سياسية وبرلمانات مصغرة للحديث السياسي والانتخابي حتى وصل الامر بان يكون سحور رمضان وجبة سياسية بحتة للأسر العراقية المتابعة للحدث الانتخابي.

يقول فهد الربيعي صاحب مقهى الرواد في مدينة الصدر، ان "رمضان هذا العام بنكهة سياسية انتخابية، فالمعتاد من رواد المقهى بان يكون الحديث عن اجواء رمضان وذكرياته بين كبار السن فيما ينزوي الشباب حولة لعبة الدومينو، هذا العام الحديث مختلف فكثيرا ما يكون الحديث عن نتائج الانتخابات وتحالفات القوى السياسية والدخول في سجالا سياسية تنتهي بنقاشات حادة".

فيما يقول حسن العبودي احد رواد المقهى "حالت الانتخابات هذا العام بديلا عن الدومينو وبات كل شخص محلل سياسي وناطق اعلامي باسم كتلة معينة، اذ تصل بعض النقاشات للتجاوز والتلاسن بين الحاضرين".

اما مروان عبد الذي جالس صديقة فراس في مقهى الرواد فيقول إنّ "الانتخابات أفسدت بشكل عام طقوس رمضان، فالطقوس نجدها في البيت عند الافطار لنتمها بعده بالنقاش السياسي داخل البيت وخارجه وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي".

احمد خليل طالب جامعي يقول  "ايامنا باتت سواسية فالانتخابات ونتائجها هي محور الحديث لكل العراقيين من اقصى الشمال لأقصى الجنوب"، مشيرا الى ان "السياسية انهكت تفكير المواطن وباتت شغلة الشاعل ولم تعد قاصرة على حديث الرجال فللنساء نصيب"، ويذكر هنا بالقول "هربت من البيت كون الوالدة قد حولت برامج التلفاز من مسلسلات رمضان لأخبار الانتخابات في رمضان".

فيما يعلق احمد طاهر ساخرا وهو نازح من مدينة بيجي في صلاح الدين الى بغداد على الاجواء الرمضانية ويقول "كنت اهم للاتصال بأقربائي في صلاح الدين لتهنئتهم بقدوم شهر رمضان، واذ بالحديث انحرف عن مسار رمضان صوب مجلس النواب والانتخابات التي جرت ليتحول الاتصال من اجتماعي لسياسي ويختتم باختلاف وجات النظر بيني وبين قريبي لشبه مقاطعة لربما تستمر لما بعد رمضان".

وشهد العراق خلال 12 مايو الجاري اجراء الانتخابات التشريعية، بنسبة مشاركة بلغت 44.52 %، في أول انتخابات تشهدها البلاد بعد الانتصار على تنظيم "داعش"، ورابع انتخابات منذ سقوط النظام السابق لاختيار برلمان عراقي جديد، واثارت هذه الانتخابات سجالا شعبيا وسياسيا رافق اعلان نتائجها بعد فوز كتلة سائرون المدعومة من زعيم  التيار الصدري مقتدى الصدر وخسارة شخصيات سياسية كبيرة الامر الذ انعكس على الشارع العراقي. انتهى/خ.

اضف تعليق