بمناسبة ذكرى استشهاد سبط النبيّ الأكبر، الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)  في (7صفر الأحزان 1437للهجرة)، أشار المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وبخط يده المباركة، إلى منزلة الإمام السبط عند جدّه النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، وإلى الدور العظيم الذي كان للإمام صلوات الله عليه في حفظ تراث أبيه الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وما مهّده لثورة أخيه السبط الشهيد مولانا الإمام الحسين (عليه السلام)، وما لاقاه الإمام المجتبى صلوات الله عليه من طغاة عصره من الظلم والإقصاء، واستمرار هذا الظلم على شيعة أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم إلى هذا اليوم, كما في نصّ ما كتبه سماحته دام ظله، التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ضياء قلب الرّسول وقرّة عينه وثمرة فؤاده (صلى الله عليه وآله) لاقى في شتى أدوار حياته ألوان الحرمان والإقصاء والمصائب الجسام من الحكّام الظالمين وسائر الجناة هو وأهل بيته وأصحابه حتى دَسّ إليه السمّ معاوية بن أبي سفيان فراح إلى الله عزّ وجلّ مغدوراً مظلوماً شهيداً في السابع من شهر صفر الأحزان.

وقد حفظ الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بدوره العظيم والتاريخي التراث الكبير لأبيه أمير المؤمنين عليه السلام وعلى جميع الأصعدة وفي كل مجال، وفي نفس الوقت مهّد بمواقفه الحكيمة والبعيدة المدى لثورة أخيه الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وللنهضة المباركة التي هي الأخرى بدورها خلّدت الإسلام في مساره الواقعي الصحيح وكشفت الزيف المتواصل للمتقمّصين بالإسلام كذباً وزوراً.

ولقد تتالت الفجائع من الطغاة الظالمين على شيعته حتى أنه ذكر العديد من المؤرّخين أن شخصاً روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديثاً واحداً في فضله وفضل أخيه الإمام الحسين (عليهما السلام) بقوله (صلى الله عليه وآله) (من أحبّني وأحبّ هذين...) فأمر المتوكل العباسي أن يُضرب ألف سوط.

واستمرت هذه المظالم على شيعتهم إلى هذا اليوم حيث نجد هنا وهناك وفي الكثير من أقطار الأرض التكفير والتنكيل والقهر والقتل والإبادة.

فإنّا لله وإنّا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.

 

اضف تعليق