أغلب مرشحي القوائم الانتخابية المتنافسة على مقاعد البرلمان القادم، يتسابقون في الانفاق، وتبذخ في سبيلها اموال طائلة، يقول الكاتب الصحفي علي الطالقاني، ان "أغلب المرشحين الذين ينفقون أموال كثيرة من أجل دعاية انتخابية بائسة، ليس لها تأثير في وقت من المفترض فيه وضع برامج وانشطة تحتوي على تقارير تلفزيونية وانفوجرافيك وصور لائقة.

ويمضي الطالقاني في حديثه بقوله ان 3000 صحافي وأكثر من ١٣٠ مراقب دولي والأف المراقبين المحليين و٣٠،٠٠٠ ممثل للكيانات السياسية، سيشاركون في تغطية ومراقبة انتخابات 2018، وان التنافس غير الشريف في كثير من الاحيان للكيانات السياسية والمرشحين سيجعلهم يرتكبون مخالفات فظيعة، وبالتالي سكون مفوضية الانتخابات امام احراجات كبيرة.

وعن محاربة الفساد في البرامج الانتخابية يقول الطالقاني ان اغلب المرشحين وخصوصا اولئك الذي كانت لهم تجربة سابقة في الحكومة يتحدثون عن محاربة الفساد لكنهم يدركون انه امر مستعصي ولا يمكن معرفة حجم التحديات الا من يدخل الصراع، ويزداد الامر تعقيدا عندما يكون الحديث على الذمم المالية والشفافية".

ويتابع الكاتب بقوله ان "موضة الحديث عن محاربة الفساد عادة ما تبدأ من فاسدين وتنتهي بفاسدين، يبقى الامر معركة البقاء والوجود والحصول على المال.

ويؤكد الطالقاني ان الكتل السياسية برمتها لم تقدم رؤية واضحة المعالم حول كيفية محاربة الفساد وحل الخلافات بين الحكومتين المركزية واقليم كردستان وايضا حول بناء عراق موحد، وكذلك الحال في #انتخابات_2018 ، فقد اعتلى صوت النزاع من سنة وشيعة واكراد الى خلافات بين الاسلاميين والعلمانيين ولم ينظر الى القضايا المصيرية والبرامج التنموية والملفات العالقة والقائمة تطول.

ويرجع الكاتب سمة اعادة تدوير المرشحين وصعودهم في كل مرة الى مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية الى الناخب نفسه حيث صنف الناخبين الى صنفين، حيث يقول ان "هناك صنفان من الناخبين "ناخب فاشل وآخر ناجح"، الناخب الفاشل هو الذي يعتمد على غيره في اختيار المصير دون دليل، واما الناخب الناجح هو الذي يبذل الجهد من أجل استكشاف البرنامج الانتخابي الجيد والمرشح الذي يحقق طموحه".

ويرى الكاتب ان هناك حالة جديدة تشهدها الانتخابات، حيث ان الجغرافية العراقية قُسمت على اسس دينية وعرقية، لكن نشر قائمة العبادي في ١٨ محافظة ونشر قوائم سنية في مناطق النفوذ الكردي وتحالف التيار الصدري مع كيانات شيوعية وعلمانية يمثل خطوة جريئة وجديدة، وفي حال نجاح هذه الكيانات الحصول على مقاعد انتخابية فانه خطوة نحو نسخ سنن قديمة.

ومن جانب آخر نبه الطالقاني في معرض حديثه قائلا: ان "خطبة الجمعة من كربلاء وما طرح فيها في الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ابتعدت فيها عن التكفير والتطرف ضد اي جهة او مكون او تحالف سياسي على عكس بعض الفتاوى، اي ان العلمانيين والشيوعيين والاسلاميين في خانة واحدة من حق الترشيح".

ويتفق الكاتب مع ما تطرحه المؤسسة الدينية والنخب المثقفة وحتى الشارع العراقي من ان رؤساء الكتل لهم تأثير مباشر على كتلهم وينبغي العمل على ازاحتهم في حال فشلهم.

ويشير الكاتب الى نقاط مهمة وغير مألوفة في مسيرة العملية السياسية برمتها والانقسامات الحاصلة بين المؤسسات الدينية وعدم توحيدها الخطاب اذ يقول "انقسمت المرجعيات الدينية الشيعية في العراق حول مشاركة المواطنين في #انتخابات_2018، فهناك من يرى ان المشاركة من عدمها متروكة للمواطنين بشكل كامل، بينما ترى مرجعيات اخرى حرمة انتخاب قوائم بعينها ووجهت نحو انتخاب قائمة محددة، ومرجعيات أخرى تدعو الى مقاطعة الانتخابات، وغيرها دعت الى انتخاب المؤمن المتدين الكفوء، ان دل ذلك على شيء انما يدل على انقسام الناخبين بين ناخب عقائدي واخر سياسي، وبالتالي فان بعض ذلك اصبح يتودد الى كسب الشارع الشيعي، ولا يخفى ان هذه الدعوات لها مساحة محدودة تقع ضمن مؤيدي كل مرجعية".

واستشعر الكاتب الصحفي علي الطالقاني في ختام حديثه حجم المخاطر التي تحيط بالعملية السياسية قائلا: "ستزيد بعض الأطراف السياسية استثمارها للأحداث الأمنية، ومن الواضح أن الجهات التي وقفت خلف موجة الاغتيالات نجحت بتوجيه ضربات قوية لأمن المرشحين وتشير وبوضوح إلى المهارات التكتيكية والمحترفة التي تمتلكها هذه الجهات من تقنيات عالية القدرة، وأنها قادرة على التحرك والرصد والمتابعة، كما قد تمتد لمحافظات اخرى وقادرة على تنفيذ مآربها عند رغبتها وحسب توقيتها السياسي والأمني". انتهى/خ

 

اضف تعليق