في هذه الأيام، وخلال جولة سيراً على الأقدام في منطقة سيئة السمعة، من الممكن أن تشير تلقائياً إلى المكان الذي قام مهدي نيموش فيه بالتخطيط لمؤامراته، ومهدي هو الرجل الذي قتل أربعة أشخاص رمياً بالرصاص في متحف بروكسل اليهودي.

وهناك أيضاً شقة شقيقه الرجل الذي حاول قتل الركاب على متن قطار تاليس في شهر آب/ أغسطس، حيث يُقال إنه اعتاد قضاء وقته في تلك الشقة, في هذه الجولة من الممكن أيضاً رؤية مدرسة عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لكل هذه العمليات الإرهابية ومن ضمنها عملية باريس, وهناك أيضاً البار الذي كان يديره إبراهيم عبد السلام، أحد المفجرين الانتحاريين.

وفي عطلة نهاية الأسبوع (الاحد الماضي)، تم اعتقال خمسة من أصل سبعة أشخاص أثناء مداهمات في بروكسل, وقد تم إطلاق سراحهم ومن بينهم محمد، أحد أشقاء عبد السلام، والذي تم استبعاده عن أي علاقة بالجرائم التي نُفذت.

وبعيد إطلاق سراحه قال محمد: "إن والديه في حالة صدمة" لما آلت إليه الأمور. أما بالنسبة لإبراهيم، الشقيق الآخر لعبد السلام، فقد تم تحديد هويته كأحد الانتحاريين في هجمات منسقة أسفرت عن مقتل 129 شخصاً على أقل تقدير ليلة الجمعة الدامية.

من جهته يصف رئيس الوزراء البلجيكي شارلز ميشيل ضاحية مولينبيك بـ"المعضلة الجمّة"، فقد باتت تعتبر بؤرة للإرهابيين والمتطرفين, ومن جهة أخرى، يخوض العمدة السابق لضاحية مولينبيك فيليب مورو معركة إعلامية مع عمدتها الحالي فرانسوا شيمبانز حول ماهيّة الخطأ الذي تم ارتكابه، ومن هو المسؤول عن تداعي الأحوال في هذه المنطقة لتصبح بيئة حاضنة ومصدرة للوهابيين المتشددين.

ومن الملفت للانتباه قول وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون بأنه سيقوم بشكل شخصي بمتابعة الأوضاع الأمنية بمولينبيك حتى يتم "تطهيرها تماماً", كما لم يصرح بشكل واضح بما يعنيه بقوله هذا أو عن الخطة التي سيقوم بإتباعها لإنجاز هذه المهمة.

صباح الأحد في سوق مولينبيك، وبعد ساعات فقط من سلسلة المداهمات، بدا الانزعاج جليّاً على السكان من العدد الكبير للكاميرات ومكبرات الصوت المتزامن مع أصوات المتسوقين الذين يتحققون من أسعار المانغو وغيرها من الاحتياجات المنزلية, يتفاوض الزبائن على أسعار المشتريات باللغة العربية والفرنسية ومن ضمنهم العديد من النساء المنقبات.

يبدو وكأنهم مُمتنين للأصوات العالية الصادرة من أجراس الكنائس والتي بدورها عرقلت بث المقابلات القائمة, ما زالت أجراس الكنيسة مستمرة لدعوة الناس لإحياء الصلاة المسيحية في كنيسة يوحنا المعمدان الكائنة على بعد مبنى واحد فقط خلف ساحة السوق ذات الأغلبية المسلمة, وهي بمثابة تذكير مسموع للخليط الثقافي في ضاحية مولينبيك.

ونفذت الشرطة البلجيكية صباح اليوم الخميس سلسلة مداهمات في عدة أحياء في العاصمة بروكسل بحثا عن معلومات متصلة بأحد المهاجمين الانتحاريين الذين نفذوا هجمات باريس, كما اعتقلت السلطات شخصا خلال تفتيش منزل.

واعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية اليوم الخميس أن ست مداهمات جارية صباح الخميس في منطقة بروكسل "ضمن الأوساط المقربة" من بلال حدفي، أحد الارهابين الذين قتلوا في اعتداءات باريس, وتجري هذه المداهمات في عدة مناطق في بروكسل بينها حي مولنبيك "ضمن الأوساط المقربة من حدفي، عائلته وأصدقائه"، كما قال ناطق باسم النيابة لوكالة فرانس برس, وأوضحت "أنه ملف موجود من قبل، منذ توجه حدفي إلى سوريا".

وبلال حدفي (20 عاما) الفرنسي المقيم في بلجيكا هو أحد انتحاريي اعتداءات باريس وقام بتفجير حزامه الناسف أمام ستاد دو فرانس بالقرب من باريس. وتابعت النيابة أن المداهمات أجريت في عدة أحياء في بروكسل، من بينها مولنبيك سان جان وجيت وأوكلي, وجرت مداهمة أخرى في حي لاكن في العاصمة "في إطار التحقيق في اعتداءات باريس" تم خلالها توقيف شخص واحد "سيتم تحديد" مدى تورطه.

وتزامنا مع ذلك، ذكر تقرير إخباري أن الشرطة تبحث عن رجل يشتبه أنه قدم مواد ناسفة وأدوات تفجير للمعتدين في الهجمات الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي في باريس. وقالت صحيفة " دي ستاندارد" البلجيكية إن المشتبه به يدعى محمد كيه، وهو في الأصل من جزر الأنتيل، عاش في مدينة روبيه في شمال فرنسا, وأضافت الصحيفة أن المشتبه به يوصف بأنه "خطير للغاية ". وقام المحققون الفرنسيون بتوزيع صورته وتشارك الشرطة البلجيكية في البحث، بحسب الصحيفة، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان في بلجيكا أم لا.

المصادر: (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)

اضف تعليق