روى العريس ومدعوون لحفل زفافه في مديرية بني قيس بحجة شمال غربي اليمن كيف تسبب هجوم نفذته مقاتلات التحالف السعودي في تحويل الزفاف إلى مأتم، واستبدال الفرحة بمأساة ستظل محفورة في ذاكرة سكان المنطقة.

الهجوم الذي خلف مقتل عشرين شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة -بينهم ثلاثون طفلا- حدث يوم 22 أبريل/نيسان الماضي، حيث فوجئ المحتفلون بالزفاف بقصف غير مجرى حياتهم إلى الأبد.

يحيى جعفر العريس الناجي حكى كيف أن اللون الأحمر أصبح طاغيا على القاعة البسيطة التي ضمت الحضور، وروى كيف أنه رأى أشلاء الجثث تتطاير في الهواء وقد مزقتها شظايا القذائف.

وقال إنه نجا من الموت بأعجوبة، وتسببت شدة الانفجارات في دفعه بعيدا عن مكانه لدرجة خيل إليه أنه يطير في الهواء.

أما ماجد سويد -وهو صديق العريس- فقال إن الوضع كان عاديا في العرس، ولم يشعروا إلا والقصف يحطم كل شيء، مؤكدا أن الحاضرين كانوا عزلا ولم يكن لديهم أي سلاح.

وذكر أن القصف تسبب في بتر رجله وكذلك رجل أخيه، في حين قتل أحد أشقائه.

وقال حمزة يحيى -وهو عم العريس- إن الأغلبية ممن حضروا العرس لقوا مصرعهم، وإن عددا منهم انشطروا إلى نصفين بسبب شدة القصف وانتشار الشظايا، في حين بترت أطراف كثيرين.

وكان مدير المستشفى الجمهوري في حجة قد صرح لرويترز عبر الهاتف بأن المستشفى استقبل أربعين جثة، معظمها تحولت إلى أشلاء، وأن هناك 46 مصابا -بينهم ثلاثون طفلا- جراء الضربات الجوية التي استهدفت حفل الزفاف.

وأكدت مصادر يمنية لوكالة الأنباء الألمانية أن المنطقة التي استهدفتها طائرات التحالف بعيدة عن أي مواقع عسكرية.

وتنصلت واشنطن وقتئذ مما حدث في حفل الزفاف، وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أدريان رانكين غالاوي بأن الدعم الأميركي المقدم لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية يركز على ضمان التقيد بقوانين النزاع المسلح وخفض الإصابات وسط المدنيين. انتهى/خ.

اضف تعليق