بغداد- سوزان الشمري

نفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء ما تناولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول إزالة نصب الشهيد. ودعوتها المواطنين ووسائل الإعلام، إلى "ضرورة التأكد من الأخبار المتداولة وذلك من خلال اعتماد المعلومة الدقيقة التي تنشر على المواقع الحكومية الرسمية، حرصاً منها على عدم تضليل المواطن من خلال المعلومات غير الصحيحة".

هذه المقدمة التي عرضها بيان رئاسة الوزراء لم تسد جوع الحقيقة بحسب نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذين عرضوا في منشورات حملت هاشتاك "كلا لاستثمار نصب الشهيد " صورا تبين بدا عمليات بناء من شانها دثر ذلك الرمز البغدادي، فيما طالب اكاديميون رئاسة الوزراء والجهات الحكومية بحماية الاثار العراقية والنصب التذكارية باعتبار شواخص مهمة لتاريخ العراق.

المدون رسلي المالكي نشر عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك صور عن مشاريع بناء طالت الحدائق المحيطة بالنصب الواقع وسط العاصمة بغداد ارفقها بمقال اعطى نبذه واضحة لمتابعيه عن خطة الاستثمار التي من المزمع تنفيذها ضمن تصميم نصب الشهيد.

وكتب المالكي عبر مدونته ان "المساحات الخضراء والفارغة ضمن تصميم النصب هي جزء من تصميمه الاساس بما يعني ان هذه الارض تابعة للنصب او متابعه بالتخطيط، فمن اساسيات النصب يفترض ان تبقى فارغة". والسبب كما يعرضه المالكي هو لتحقيق الفلسفة المعمارية للتصميم والذي يراد منها ان الناظر كلما تحرك بالسيارة او راجلا سيرى نصفي القبة للنصب كيف تنطبق وتفتح حتى تفصح عن العلم اللي بين نصفيها.

واضاف المالكي "منذ اشهر باشرت شركات بدعم حكومي بتشييد مباني من الحديد على ساحل بحيرة النصب من جهة شارع فلسطين، مقابل اللجنة الاولمبية السابقة، برغبة من امانة بغداد باستغلال هذه الاراضي المحيطة بالنصب لاستثمارها بشكل يخفي معالم النصب".

وتابع "النصب سيختفي قريبا خلف مباني ودكاكين واكشاك تابعة لجهات متنفذه معينة تتوارث لهم بالملك والتبعية"، مشيرا الى ان "تحفة النصب العالمية ستنطمر ويختفي معلمها".

المؤرخ الدكتور علي النشمي عقب على انباء استثمار نصب الشهيد بمطالبته الحكومة بحماية الاثار العراقية والرموز والنصب التذكارية، والعمل على تشريع قوانين دستورية لحمايتها باعتبارها ارث حضاري وتاريخي لا يمكن ان تشمل بعمليات استثمار او هدم او اهمال".

واضاف "الهدم والتجاوز الحاصل على بعض الاثار والرموز التاريخية كارثة حقيقة والا كيف يمكن ان يستثمر نصب جميل يزين وسط بغداد وهو مرتبط بقضية دولة؟"، مشيرا الى ان "الاستثمار تبعا لعناوين سياحية خطوة ايجابية تحسب على الجهات الساعية لها لكن دونما مساس بالرموز المهمة ذات الابعاد الوطنية والتاريخية".

ويعد نصب الشهيد العراقي من اجمل ١٠ نصب بالعالم، كلف العراق ربع مليار دولار بالثمانينات، كما يذكر ان امين بغداد السابق صابر العيساوي حاول طمر بحيرة النصب وتحويلها لاراجيح بفترة توليه المنصب، لكن مطالبات شعبية منعت الموضوع. انتهى/خ.

اضف تعليق