بغداد- سوزان الشمري

جسر الائمة ذلك الجسر الذي شهد حادثتين مختلفتين بالأزمان ويجمعهما المكان وخلدهما التاريخ هما (ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام وحمل نعشه الطاهر من فوقه, والحادثة التي اودت بغرق اكثر من 1500 زائرا في ذكرى شهادته سنة 2005).

واليوم هو شاهد على تشابك لحمة النسيج المجتمعي العراقي, اذ شكل مجموعة شباب من منطقتي الاعظمية والكاظمية موكب خدمي مشترك هدفه تقديم الخدمة لزائري الامام الكاظم عليه السلام, حيث اختار ان يكون جسر الائمة موقعا له, حمل اسما يمثل المدينتين.

ويربط جسر الأئمة مدينتي الأعظمية والكاظمية في بغداد، وسمي بهذا الاسم لأنه يربط بين جهتين تحتويان مرقد مقبرتين كبيرتين دفن فيها رفات الكثير من الائمة الاطهار وعلماء الإسلام.

يقول احد اعضاء الموكب الشاب وليد الربيعي وهو من ابناء مدينة الكاظمية, اننا "نتشارك في خدمة المعزين باستشهاد الامام الكاظم عليه السلام, من طوائف وقوميات واديان مختلفة" . مشيرا "هو اقوى رد على ان الارهاب الطائفي دخيل بينا لا يمكن ان يجد له موطئ قدم".

ويضيف لوكالة النبأ "ونحن نستذكر استشهاد الامام الكاظم عليه السلام علينا ان لا ننسى مجزرة جسر الائمه التي راح ضحيتـها نحو 1500 مواطن، وما قدمه عثمان العبيدي بعد انقاذه سبعة مواطنين من الغرق في نهر دجلة، ماهي الا رسالة مفادها ان عراقيين لا يفرق بيننا احد.

وشهد جسر الائمة سنة 2005 كارثة حدثت يوم 31 أغسطس 2005 خلال احياء المؤمنون ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام حيث يذهب ملايين المسلمين مشيا على الاقدام إلى الحضرة الكاظمية لأداء مراسم الزيارة واحياء هذه الذكرى وقد اشاع البعض بين اوساط الزوار على جسر الائمة ان هنالك شخص انتحاري بينهم مما أدى إلى حدوث تدافع شديد بينهم وسقط الالاف منهم في نهر دجلة مما أدى إلى موتهم غرقا.

ويقول ابو ايمن الجبوري او ما يعرف بأبو ايمن الاعظمي, ان "واعز تشكيل موكب خدمي يديره الشباب من طوائف واديان مختلفة على جسر الائمة هو رسالة للإرهاب مفادها اننا جسد واحد ما ان يتأذى عضو فيه حتى يتداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى".

وتنتشر المواكب الخدمية والمفارز الطبية على طول الطرق المؤدية الى مرقدي الامامين الجوادين عليه السلام في مدينة الكاظمية لتقديم مختلف الخدمات للزوار الوافدين مشيا على الاقدام.

ويشير للنبأ, ان "حادثة جسر الائمة في العام 2005 كان يراد بها بان تكون فتيل لحرب طائفية يذهب ضحيتها ابناء الوطن الواحد".

وبحسب الجبوري, حادثه الغرق كادت ان تستنزف اعدادا اكبر, لولا ان شباب الاعظمية هبوا لانقاد اخوتهم الوافدين للزيارة". مبينا "الجود بالنفس اغلى قيمة الجود ".

ويحيي ملايين المسلمين كل عام ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالذهاب مشيا على الاقدام إلى الحضرة الكاظمية التي تقع في منطقة الكاظمية في بغداد, وسط اجراءات امنية وصحية وخدمية.

والامام موسى الكاظم هو الامام السابع وهو أبن الإمام جعفر بن محمد الصادق ابن محمد بن علي الباقر أبن الإمام علي بن الحسين زين العابدين ابن الإمام الحسين بن الامام علي ابن ابي طالب ولد سنه 128 هـ واستشهد بتاريخ 25 رجب 183 هـ مسموماً في سجن السندي ودفن في مقبرة قريش في بغداد. انتهى/ ع

 

 

اضف تعليق