بغداد – سوزان الشمري

يتجدد العزاء سنويا في الخامس والعشرين من شهر رجب ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم 'عليه السلام' على يد طغاة عصره؛ تتسابق الارواح والاجساد شيبا وشباب لخدمة الزائرين المعزين اذ تنتشر سرادق العزاء والخدمة على طول الطرق المؤدية للمرقد الشريف في منطقة الكاظمية وسط بغداد.

تتعدد اشكال المواكب ويتسابق القائمين عليها في تقديم افضل الخدمات للزائرين لكن الملفت للانتباه لكل من وصل لبقعة الكاظمية المطهرة هو على بعد امتار معدودات يحط موكب عسكري رحله ليقدم خدماته للزائرين الوافدين لبغداد والمعزين بذكرى شهادة راهب ال محمد..  الموكب الذي حمل عنوان "موكب قيادة الشرطة الاتحادية"، والذي تقدمته لوحة كبيرة تضمنت شهداء من تلك القوات ويقدم الخدمة فيه منتسبون بزيهم العسكري.

يقول احد القائمين على الموكب وهو ضابط برتبة عقيد ان موكبه يواظب منذ ثلاثة اعوام على المشاركة بخدمة زائري الامام الكاظم عليه السلام، مبينا ان "الموكب شكله عدد من منتسبي قيادة الشرطة الاتحادية بالتعاون مع عدد من ذوي الشهداء، وهو بمثابة استذكار سنوي لشهدانا، بالتزامن مع ذكرى شهادة الامام موسى الكاظم عليه السلام".

الملفت في موكب قيادة الشرطة الاتحادية هو وضع لوحة تذكارية لشهدائها ممن قدموا اروحهم في سبيل  الله، يقول احد خدمة الموكب بحسرة تبعث على الحزن، اشعر بألم كبير كل عام عندما اضيف اسماً جديداً وصورة ًجديدة ً لاحد منتسبي القيادة ضمن لوحة الاسماء والصور الخاصة بالشهداء الذي عنون اسم الموكب بأسمائهم".

ويضيف محمد خليل المنتسب ضمن قيادة شرطة بغداد ان "الارهاب الذي يعيشه بلدنا اليوم هو ذاته الذي عاصره الامام الكاظم (عليه السلام) في زمانه حيث الايام المظلمة من الناحية السياسية، وانتشار الارهاب فيها والقتل على الظن بالتهمة، واستئثار بني العباس، ومن والاهم بالحكم والادارة والقضاء، والاستهانة بكرامات الناس، حتى صار السجن والضرب والقتل امرا عاديا".

احد خدمة الموكب وهو احمد عبيد طالب هندسة مدني يقول " في العام الماضي كان اخي احد خدمة الموكب لكن الارهاب غيبه هذا العام فواظبت شخصياً على ان يكون اخي حاضراً روحيا ً بالموكب الذي اسس اولى بوادره فهو ذكرى نستقوي بها على بعده".

ابو مؤمل وهو احد منتسبي قيادة الشرطة الاتحادية يواظب منذ سبع ايام على الخدمة في الموكب بعد دوامه الرسمي وساعات الاستراحة، حيث يقول  ان "خدمة زائري ائمتنا الاطهار كرامة لا تضاهيها كرامة اخرى بذات الوقت اهدي جهدي في الخدمة والعزاء لزملائي في الشرطة الاتحادية الذين كانوا في العام الماضي معي نقدم خداماتنا للزائرين واليوم هم ارواح تحتسب لربها بسبب الارهاب ..، يواسيني شعار قطعته على ذاتي بان تكون احدى يداي سلاح لحماية الوطن واخرى لخدمة ال البيت الاطهار فكلاهما يضحي من اجل الدين والوطن".

وبحسب التقديرات الأولية فان اعداد الوافدين للكاظمية المقدسة تجاوز السبعة ملايين شخص، اذ شهدت المدينة اليوم الخميس ذروة الزيارة. انتهى/خ.

اضف تعليق