بابل - جليل الغزي

تتفاقم أزمة الثقة بين المرشحين والناخبين في محافظة بابل بشكل يقلق القوائم الانتخابية الى حد كبير، وفِي ظل ضراوة المعركة الانتخابية واستخدام قانون سانت ليغو المعدل في احتساب الأصوات، يجد غالبية المرشحين صعوبة كبيرة في جمع الأصوات التي تؤهلهم للفوز بمقعد برلماني، الامر الذي دفعهم الى ممارسة الدعاية الانتخابية بصبغة دينية.

فغالبية المرشحين وتحديدا ممن لديهم مناصب حكومية يعملون على استحلاف المواطنين بالقران وبالأئمة الاطهار على ان يصوتوا لهم مقابل تقديم خدمات مستعجلة كتبليط الشوارع الفرعية بالأسفلت أو إكسائها بمادة السبيس أو مد انابيب لتصريف المياه الثقيلة باتجاه المبازل الفرعية وغيرها من الخدمات الاخرى.

الحاج مهدي برهان "٦٦" عاما يروي لوكالة النبا للأخبار موقف احد المرشحين من أعضاء الحكومة المحلية في بابل بعد ان زارهم لمنطقتهم وسط المدينة ويقول "لقد طلب منا الاجتماع في احد منازل أقربائه وبعد ان طالبناه بمد شبكة للصرف الصحي ولو بشكل بسيط لتصريف المياه الثقيلة في المنطقة وافق على طلب الأهالي لكنه اشترط عليهم القسم بالقرآن على انتخابه مقابل تنفيذ المشروع".

ويتكرر الحال في اغلب المناطق وسيستمر حتى موعد الانتخابات النيابية ففي منطقة البكرلي وسط مدينة الحلة يؤكد الشاب حازم محمد "٣٥" ان احد المرشحين طلب منهم القسم بالإمام العباس عليه السلام مقابل انتخابه شريطة ان يكسي لهم شوارع منطقتهم بمادة السبيس كونها تفتقر لخدمات التبليط".

ويرى مراقبون ان مثل تلك الممارسات تعد مخزية وتكشف عن نوايا غير سليمة لأصحابها اذا ما فاز احدهم بمقعد في البرلمان العراقي القادم.

ويؤكد الناشط الحقوقي عبد الحسن الخفاجي ان "من يمارسون مثل هذه الممارسات يكشفون عن إفلاسهم في المجتمع لذا يحاولون استغلال حاجة الناس للخدمات وإلزامهم بالقضايا المقدسة التي تعتبر محط احترام لدى العراقيين"، لافتا الى ان "أمثال هؤلاء لاشك انهم سيكونوا عرابي عمليات الفساد المالي والاداري اذا ما تسنموا مناصب حكومية تشريعية كانت أو تنفيذية".

في غضون ذلك يدعو الشيخ عبد الهادي الزيدي "رجل دين" الناخبين ان لا ينخدعوا بمثل هؤلاء وان لا يصدقوا بوعودهم التي لم ينفذوا أيا منها حين قطعوها في الدورات البرلمانية الماضية ولن ينفذوها في الدورات القادمة"، متسائلا في الوقت نفسه "أين كانوا هؤلاء المرشحين عن حوائج الناس طيلة السنوات الماضية حتى التفتوا لها الْيَوْمَ؟".

ويحاول بعض المرشحين استثمار علاقاته العشائرية بأخذ العهود والمواثيق من أبناء عشيرته بانتخابه مقابل العمل على خدمتهم وتعين ابنائهم، فيما يحاول البعض استثمار علاقاته ببعض رجال الدين لاستخدامهم في التثقيف له من خلال اُسلوب الترهيب والترغيب والوعد والوعيد.

وهكذا يرى البعض ان استخدام جميع الأساليب غير الواقعية تكشف عن الوجه المشوه للخارطة السياسية المقبلة التي لن تكون أفضل حالا مما سبقها من الدورات الحكومية التي لم يشهد العراق خلالها اَي تحسن بأوضاعه الخدمية والاقتصادية. انتهى/خ.

اضف تعليق