لايكاد يمر أسبوعا في بابل الا وتتمكن القوات الأمنية في المحافظة من القبض على عصابة تتاجر بالمخدرات وتحديدا في مركز المحافظة، وأكثر ما يتم ضبطه هو الحبوب المخدرة ومادة الكريستال الأبيض احدى اكثر انواع المخدرات انتشارا في العراق.

واللافت في الامر ان تجار المخدرات ممن ينتشرون في المناطق يستخدمون الجدران للترويج لها بين الشباب بل يقنعون الشباب بأنها الحل الوحيد للهروب من المشاكل والهموم.

ويؤكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل فلاح الخفاجي ان "المخدرات باتت منتشرة في المحافظة بشكل مُلفت للنظر حتى ان التعامل فيها بات أمرا معلنا في المقاهي وبعض الأحياء الشعبية الفقيرة".

ويضيف ان "القوات الأمنية تلقي القبض باستمرار على عصابات تتاجر بالمخدرات لكنها لم تتمكن من السيطرة على انتشارها والحد من تعاطيها بين الشباب".

ويرى الخفاجي ان "ملاحقة مروجي المخدرات وضبط كميات كبيرة من الحبوب والمواد المخدرة لم يكن كافيا للحد من انتشارها مالم تتمكن القوات الامنية من الوصول الى التجار الرئيسيين في المحافظة".

وتمكنت قيادة شرطة بابل من القبض على 21 عصابة تتاجر بالمخدرات خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين وهو ما أكده مدير اعلام شرطة المحافظة العقيد عادل الحسيني، ولفت الى ان "قيادة شرطة المحافظة تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الاخرى بمختلف صنوفها على متابعة مروجي المخدرات في جميع مناطق المحافظة".

وغالبا ما تدخل المخدرات الى المحافظة عن طريق المحافظات الجنوبية الامر الذي يؤشر وجود خلل واضح في مداخل المدينة وعدم قدرة القوات الأمنية على الكشف عن المخدرات اثناء مرورها داخل نقاط التفتيش.

اذ يشير الناشط المدني الى ان "ضعف الرقابة الأمنية في السيطرات هو من يتسبب بدخول كميات كبيرة من المخدرات فضلا عن تواطئ بعض عناصر الامر في تمريرها مقابل مبالغ مالية".

وتنتشر عبارات كتبت على جدران بعض المدارس داخل الأحياء السكنية الشعبية التي تدعوا آلى تناول المخدرات بوصفها الملجأ الوحيد للهروب من المشاكل.

ويرى الباحث الاجتماعي حسن عليوي ان "انتشار مثل هكذا عبارات يؤشر مدى ضعف الرقابة الأمنية على مروجي المخدرات ومن ثم حجم انتشارها بين المجتمعات الفقيرة التي غالبا ما تعاني من تدهور اقتصادي واضح وتفشي البطالة بين شباب تلك المجتمعات التي تدفعها الى تعاطي المخدرات هربا من مشاكل الحياة".

ويشدد عليوي على ضرورة ان "تلتفت الجهات الحكومية الى الأحياء الشعبية الفقيرة وتحديدا في ما يتعلق بتنفيذ برامج توعية خاصة بمخاطر المخدرات أو توفير فرص عمل لساكنيها وتحديدا من الشباب لشغل أوقات الفراغ لديهم". انتهى/خ.

اضف تعليق