دانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان الغارات، التي نفذها الطيران الإسرائيلي على أهداف في سوريا، وحذرت من مغبة استخدام الأجواء اللبنانية لشن هجمات على سوريا.

وأكدت وزارة الخارجية في بيان، اليوم السبت، حق سوريا في الدفاع المشروع مقابل أي اعتداء إسرائيلي، مضيفة أن "وزير الخارجية والمغتربين أعطى تعليماته يوم الخميس إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل لإدانتها وتحذيرها من مغبة استخدامها الأجواء اللبنانية لشن هجمات على سوريا".

وأوضحت الوزارة أن "مثل هذه السياسة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تهدد الاستقرار في المنطقة، لذلك تطلب الوزارة من الدول المعنية كبح جماح إسرائيل لوقف اعتداءاتها".

فيما اعربت وزارة الخارجية الروسية، السبت، عن قلق موسكو من الغارات على سوريا وتنامي التوتر في مناطق وقف التصعيد.

وفي تعليق على تقارير عن قيام الطيران الإسرائيلي، ليلة 9 إلى 10 من الشهر الجاري، بتوجيه ضربات صاروخية عدة على أهداف في سوريا، وإسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية في منطقة الجولان، قالت الوزارة إن موسكو تشعر بقلق شديد إزاء "التطورات الأخيرة والهجمات على سوريا".

وفي ضوء التطورات الأخيرة دعت الخارجية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مشيرة إلى عدم قبول تعريض أمن وحياة العسكريين الروس المتواجدين في سوريا لخطر.

وذكّرت الوزارة بأن القوات الحكومية السورية ملتزمة بالاتفاقات الخاصة بضمان ثبوت عمل منطقة وقف التصعيد في جنوب غرب سوريا.

وتابعت الخارجية: "نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تردي الوضع. ونعتبر من الضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من دول المنطقة. ومن غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات على حياة وأمن العسكريين الروس المتواجدين في سوريا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية من أجل مساعدتها في الحرب ضد الإرهابيين".

من جهتها نفت وزارة الخارجية الإيرانية أي دور لها في إرسال طائرة مسيرة إلى شمال إسرائيل، كما نفت أي دور لها في إسقاط المقاتلة الإسرائيلية.

وقالت وزارة الخارجية إن الوجود الإيراني في سوريا استشاري وبطلب من الحكومة السورية، مضيفة أن الادعاءات بإطلاق إيران طائرة مسيرة والوقوف وراء إسقاط الطائرة الإسرائيلية مثيرة للضحك ولا تستحق التعليق.

وأكدت أن  من حق الجيش السوري الدفاع عن سوريا ضد أي عدوان خارجي، موضحة أنه لا يمكن لإسرائيل أن تغطي على اعتداءاتها وجرائمها عبر ما تثيره من أكاذيب ملفقة.

اما حماس فعلق عن طريق المتحدث باسم الحركة، إسماعيل رضوان، بالقول إن إسقاط الطائرة الإسرائيلية F-16 بنيران سورية، هو دفاع عن النفس و"مواجهة للعدوان المتواصل من قبل الاحتلال".

ودعا رضوان إلى ضرورة "تكاثف الجهود والمقدرات من الجميع لمواجهة الاحتلال ولجم عدوانه"، مؤكدا وقوف الحركة والشعب الفلسطيني إلى جانب سوريا في مواجهتها للعدوان الإسرائيلي.

وقال في تصريحات لوكالة "قدس برس": "نشيد بالرد السوري على العدوان الإسرائيلي، ونؤكد على أن فلسطين تقف إلى جانب سوريا في مواجهة هذا العدوان الغاشم والقرصنة الصهيونية".

وندد رضوان "بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا"، مؤكدا أنه من حق سوريا أن ترد على هذه الاعتداءات، داعيا الأمة العربية إلى توحيد صفوفها لمواجهة "الخطر الداهم الذي يمثله الاحتلال الصهيوني".

فيما عبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عن تضامنها ودعمها الكامل لسوريا "في مواجهة العربدة والعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية".

وقالت الجبهة في بيان لها:" إن تصدي الجيش السوري، فجر اليوم، لطائرات العدو وإسقاط إحداها، يكمن في رفض سوريا تكريس المعادلة التي أرادتها حكومة العدو بحقها في ممارسة العدوان أينما كان ووقتما تشاء على الأراضي السورية".

وأضاف البيان أن "سوريا ورغم كل ما عاشته من أحداث ومؤامرات لإضعافها وتقسيمها وإنهاء دورها القومي، فإنها قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها في التعامل مع الكيان الصهيوني باعتباره عدوا لسوريا وللأمة العربية".

كما دعت الجبهة الأمة العربية وقواها السياسية إلى دعم سوريا وشعبها ، و"ممارسة الضغوطات على الحكومات العربية المتواطئة والشريكة في مخططات إضعاف وتقسيم سوريا بالتوقف عن جرائمها هذه ، وبالانتصار إلى سوريا العربية الموحدة".

وحذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من أن الأوضاع حول سوريا قد تشهد "تصعيدا لا نهاية له" إذا تبين أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أودت بأرواح عسكريين أو مستشارين إيرانيين.

وذكّرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم بأن تحطم مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" في الجولان المحتل جراء استهدافها من قبل سلاح الجو السوري أول حادث من نوعه خلال العقود الثلاثة الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية في المنطقة الوسطى بسوريا نفذت بعد تسلل طائرة إيرانية مسيرة أقلعت من مطار التيفور (التياس) العسكري في ريف حمص الشرقي إلى منطقة بيسان الإسرائيلية وتم إسقاطها من قبل مروحية حربية إسرائيلية.

وتابعت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي دمر، ردا على ذلك، المقطورة الإيرانية التي انطلقت منها الطائرة المسيرة، وتعرضت المقاتلات الإسرائيلية أثناء تنفيذ الهجوم لنيران مكثف من قبل قوات الدفاع الجوي السورية ما أسفر عن تحطم إحداها وإصابة أحد طياريها بجروح خطيرة، وأعقب ذلك تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارات جديدة على 12 موقعا في الأراضي السورية.

وأكدت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي سبق أن استهدف في الأشهر الأخيرة عدة مواقع عسكرية في سوريا يرجح أنها إيرانية، لكن ما حصل اليوم هو أول حادث لاستهداف الجيش الإسرائيلي هدفا إيرانيا فيه طاقم بشري، مما قد يجلب تداعيات ملحوظة إلى الأوضاع المعقدة أصلا في المنطقة.

وذكر التقرير أن السلطات السورية حذرت غير مرة في الآونة الأخيرة من الرد على أي اعتداء من قبل إسرائيل، وتظهر التطورات الأخيرة أن الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من التهديد إلى التنفيذ، مشيرا إلى أن استهداف المقاتلة الإسرائيلية اليوم يمثل تعبيرا عن اليقين الذي تشعر به سلطات دمشق بعد بسط قواتها سيطرتها على نحو 80% من أراضي البلاد.

ونوه التقرير بأن هذه التطورات ليست شأنا إقليميا فقط بل تمس القوى الكبرى، حيث تُعتبر دمشق وطهران حليفين لموسكو في التسوية السورية، بينما اتخذت واشنطن بعد تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم موقف أكثر صرامة من إيران.

وتساءلت الصحيفة: "هل أعطى ترامب لـ(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الضوء الأخضر لمواجهة إيران في الشمال؟" واختتم بالتحذير من أن الأطراف المنخرطة في القتال بالجولان تقف "على منحدر زلق للغاية".

اضف تعليق