ذكرت صحيفة ميديابارت الفرنسية أن اليمن المهدد بالمجاعة يبقى أسوأ مكان يعيش فيه الأطفال وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وقد رسمت الأخيرة في تقرير حديث لها صورة سوداوية عن حجم المعاناة الناتجة عن حرب اليمن التي لا تظهر لها نهاية في الآفق.

وقال الصحيفة أن السعودية التي تقود التحالف العربي تستمر في الإفلات من العقاب رغم دورها في المأساة اليمنية.

وتضيف الصحيفة أن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لا تعرف أي مسؤول أعلى تخاطب، ولا أي وسيلة تستخدمها لإبراز الوعي بما يقع في اليمن من مآس، إذ انهارت الدولة نتيجة الحرب الدائرة منذ العام 2015، ووباءا الكوليرا والدفتيريا في انتشار، والمجاعة تتهدد 8.5 ملايين شخص من أصل قرابة 24 مليونا يعيشون في اليمن. بحسب موقع الجزيرة نت. 

وتقول المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بيتينا لوتشر إن اليمن يشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم، وقد أشار تقرير صدر حديث عن اليونيسيف إلى أن خمسة آلاف طفل قتلوا أو جرحوا منذ بدء الحرب على البلد الفقير. 

تقرير سري

وكشف تقرير سري عن أوضاع اليمن أعده خبراء أمميون بعنوان العيش في ظل الحرب.. ألف يوم من حياة طفولة ضائعة أن مفهوم الدولة في اليمن انهار تماما، والبلاد معرضة للانقسام إلى دويلات تتقاتل بينها دون أن تمتلك أي منها الدعم السياسي ولا القوة العسكرية الكافية لتوحيد اليمن أو تحقيق النصر في الحرب.

وتقول ممثلة اليونيسيف في اليمن ميريتشل ريلانو إن جيلا كاملا من أطفال اليمن يكبر دون أن يعرف شيئا سوى العنف، وهو ما سيخلف لديهم جروحا ماديا ونفسيا مدى الحياة.

ومنذ بدء الحرب على اليمن ولد ثلاثة ملايين، ثلثهم ولدوا خارج مستشفيات البلاد التي دمرت بنسبة 57%، ورأى 30% من مواليد البلاد النور وهم خدج، و30% يقل وزنهم عن الوزن الطبيعي للمواليد، ومن الأرقام المفزعة عن وضع الطفولة باليمن أن 11.3 مليون طفل بحاجة لمعونات إغاثية في بلد يعتمد على المساعدات الخارجية بنسبة 90%.

كما يعاني قرابة 1.8 مليون طفل من النقص الغذائي، وضمنهم أربعمئة ألف في وضع نقص غذائي حاد، وهو ما يعرض حياتهم للموت.

حصار اليمن

وفي ظل هذه الأرقام المروعة فرض التحالف بقيادة السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إغلاقا كاملا لموانئ اليمن وباقي منافذه الحدودية ردا على إطلاق الحوثيين صاروخا بالسيتا على مطار العاصمة السعودية الرياض، ونتيجة الحصار قطع اليمن عن العالم لمدة ثلاثة أسابيع، قبل أن يخفف الحصار، واستطاعت منظمات إغاثة دولية تسليم شحنات قليلة جدا لميناء الحديدة غربي اليمن.

وفي الأيام الأولى من العام الجديد بقيت العديد من شحنات الغذاء والوقود والتجهيزات الطبية ممنوعة من دخول الموانئ اليمنية بفعل المنع الصادر عن قوات التحالف رغم حصول المنظمات الإغاثية على تراخيص التحالف.

وتشير صحيفة ميديابارت إلى أنه في الوقت الذي تسهم فيه السعودية في مأساة اليمن فإنها من أكبر الدول المانحة لمنظمة اليونيسف ضمن جهود لإنقاذ وضع الطفولة في اليمن، إذ أطلقت المنظمة العام الماضي نداء لجمع 339 مليون دولار لفائدة اليمن، ولم تستطع جمع سوى نصف المبلغ، وأسهمت الرياض بمبلغ 29 مليون دولار!

دمر ثم ساعد

ويقول أحد موظفي الأمم المتحدة العاملين في المجال الإنساني إن السعودية تطبق مبدأ التدمير ثم الإسهام في إعمار ما دمر، موضحا أن السعودية متورطة في تصعيد الأزمة الإنسانية وتساهم في الوقت نفسه في الجهود الإنسانية لإنقاذ اليمن.

وتخلص الصحفية الفرنسية إلى أن السعودية لا تزال تفلت من العقاب جراء مسؤوليتها عما يجري في اليمن رغم المحاولات المحتشمة لإدانتها، ففي الوقت الذي أدرجت ضمن تقرير للأمم المتحدة للدول المتسببة في مقتل الأطفال للعام 2016 فإنها استفادت مؤخرا من إدراجها من لدن الأمم المتحدة في خانة الدول التي بذلت جهودا لحماية الطفولة.  انتهى /خ.

اضف تعليق