بغداد – سوزان الشمري

حيث العاصمة بغداد وفي مركزها التجاري "السنك والباب الشرقي يدخل احد محال إكسسوارات السيارات ثلاث من الشبان، هيئتهم توحي بأنهم طلبة جامعيون لكن نظرتهم للحياة تترجم العنف المدمج بالعولمة لمفردة باتت مشاعة بين غالبية الشباب العراقي وهي "الجمبزة".

احد اولئك الطلبة اختار ليزين سياراته الفخمة بلوحات لم تدخل الورود او الدببة الحمراء او كلمات الحب والسلام ضمن قائمة اختياراته، اذ كسبت صور الاعدام والجماجم والموت والرعب جولة التصفيات النهائية للاختياراته بعد تأييد زملائه لتسير المركبة في شوارع بغداد وهي اشبه بفلم "رعب متجول".

اذ تغلب مظاهر العنف في اكسسوارات الزينة للسيارات على شريحة الشباب، الامر الذي يعده مراقبون ومختصون مؤشر خطير يهدد خطوات اعداد جيل للمستقبل مؤمن بالسلام ونبذ العنف ومظاهره.

حيث الباب الشرقي قلب العاصمة بغداد نلاحظ زيارة الاقبال على اقتناء الاكسسوارات الدالة على العنف، فاحدهم يزين سياراته بلوحات تجسد طريقة اعدام فتاة، واخر يقتني صور زينة لسيارته عبارة عن مجموعه مختلفة من الجماجم ومصاصي الدماء، فيما حرص اخر على شراء اكسسورات تجسد سكاكين وادوات تفجير مصغرة كنوع من انواع الزينة.

احد الشباب اجاب عن سبب حصر اختياراته باللوحات ذات الدلاله على العنف ان "لغة العصر والواقع العراقي غيرت ميول الشباب نحن عناوين شرسة، ومظاهر عنيفة الغاية منها والتباهي بين الاصدقاء".

 الشاب عمار حليم وهو طالب جامعي اقتنى لسيارته صور جماجم وشخصيات زومبية اذ يقول ان "الشاب بطبيعته الخلقية يميل لمظاهر القوة في الإكسسوار، فتجد حافظات الهواتف النقالة اشبه بسلاح رشاش وميدالياته ما بين سكاكين او رمان قتالي"، ويبين حليم ان "الفتيات لازلن يميلن للورود والدببة وعبارات الحب والألوان الزاهية".

 فيما استهجنت الطالبة ريهام عباس، هوس التباهي بمظاهر العنف واستخدامها وتقليد الكثير من الشباب لها بدأً من لوحات وصور الزينة وإكسسوار السيارات الى قصات الشعر واللبس".

وتقول عباس ان "الظاهرة لا تنحصر ضمن اشارات العنف ودلالاتها في لوحات وإكسسوار الزينة للسيارات، فالحال يندرج على ما يكتب من عبارات على زجاجها، الامر الذي يكون مدعاة لتلوث افكار المراهقين، ناهيك على اثرها النفسي للمتلقي".

الغريب بحسب عباس ان "تنامي ظاهرة رموز العنف لا تجد لها رادع سواء من قبل وزارة التعليم العالي كونها ظاهرة اكثر التصاقا بالطلبة الجامعين، لضعف سلطة القانون وهو الرادع الاول في ذلك".

الرأي القانوني يجيب عليه نقيب المرور فادي الخزعلي وعلى لسان دائرة الاعلام في مديرية المرور العامة ان "اكسسوارات الزينة ذات مدلولات محرضة على العنف تعد مخالفة صريحة وفق قانون المرور رقم 86 لسنة 2004 وتسمى قانونا هذه المخالفة ملصقات الزينة، ويعاقب المخالف صاحب المركبة برفع اللاصق مع فرض غرامة مالية بحسب الخزعلي".

موكداً ان مفارز المرور مستمرة بحملات مكثفة لرصد ومحاسبة المخالفين، داعيا "لمتابعة لتشكيل فرق رقابية مشتركة تأخذ على عاتقها جهات رقابية لمنع الصور واللواصق التي تخدش الحياء والتي تحرض على العنف".

 ورجحت دراسات علمية ونفسية الى ان "استخدام العنف دليل على وجود خلل ما وفشل الحوار العقلاني في حل المشكلات، فهو صورة من صور القصور الذهني حيال التعامل مع موقف او مشكلة يتعرض لها الشخص، وهو ما يعتبر وسيلة خاطئة لحل المشكلات ودليل على اضطراب نفسي وسلوكي ،واحد صور الخوف الذهني ويعتبر مؤشر لضعف الشخصية والثقة بالنفس ونقصان التوازن السلوكي". انتهى/خ.

اضف تعليق